19 ديسمبر، 2024 3:07 ص

ماذا يعني فرض عقوبة روسية على انقرة ؟

ماذا يعني فرض عقوبة روسية على انقرة ؟

لعل روسيا لم تفاجئ العالم حينما اصدرت مرسوما يقضي بفرض سلسلة من الاجراءات الاقتصادية والتجارية – حظر- ضد تركيا كردود افعال لها بعد حادث سقوط الطائرة الروسية وقتل طيارها . ويشمل الحظر الذي اعلنته روسيا ، منع استيراد انواع من البضائع والسلع المختلفة ؛ وتشمل ايضا الخدمات التي تقدمها شركات تركية في الاراضي الروسية ، ووقف العمل بنظام الاعفاء من التاشيرات اعتبارا من بداية العام المقبل ومنع الرحلات الجوية غير المنتظمة بين البلدين ، وسوى ذلك من القضايا المشتركة بين بينهما .
وفي علم الاقتصاد أن هذه الاجراءات هي ليست من مصلحة البلدين ، وقد تؤثر تأثيرا سلبيا وبالخصوص على الشركات الاهلية ، اي غير المرتبطة ارتباطا مباشرا مع الدولة ، فنستطيع  أن نعدها كالاجراءات التي فرضها المجتمع الدولي على ايران اليوم ، وقد شاهدنا مدى تأثيرها على الاقتصاد الايراني .
وقد صرحت الحكومة الروسية على لسان الرئيس بوتين على تعزيز الرقابة على الشاحنات التركية التي تدخل الاراضي الروسية ، وتوجيه شركات السياحة الروسية بالتوقف عن تنظيم رحلات سياحية الى تركيا لدوافع امنية بحتة بحسب قولها ، وتشديد الرقابة على شركات الطيران التركية في الاراضي الروسية.
وهنا سؤال يطرح نفسه: من هو المسؤول عن كل هذا ؟ ومن الذي بدأ باللعبة ، وهي لعبة سياسية خطيرة ؟ ، هل مثلا أن الويلايات المتحدة لها يد خفية عما يجري ؟ والا لماذا اسقطت انقرة الطائرة الروسية ، ثم انها تصر على عدم الاعتدار الى الجانب الروسي ، ما يجعلنا نشك في جدية الولايات المتحدة بأنها ملف داعش ، وأن كثيرا من التقارير والتحليلات السياسية تشير الى أن داعش هي لعبة سياسية امريكية ، وحينما تيقنت روسيا من ذلك ، وخوفا على مصالحها ، ومصالح حلفائها ، اخذت على عاتقها بضرب داعش ، وكلنا رأينا الضربات المركزة على مواقعهم في سوريا .
اللعبة بدأها اردغان ، و يجب عليه تمحل مغبة ذلك ، أن لم يكن قد اخذ الضوء الاخضر من الولاايات المتحدة ، وهنا يقع الامر على عاتق الشعب التركي ، وذلك بمحاسبته عما يجري ، ليس في انقرة فحسب ، وانما في كل المنطقة . فلو وقعت الحرب – وهذا مما نستبعده – فأن المنطقة كلها ستتأثر ، وان قرار اعلان الحرب ليس بالامر الهيّن كما يتصوره البعض . فعلى الشعب التركي وعلى البرلمان أن يدفع بعكس اتجاه اردغان ، ويحول دون رغباته وما يجري في ذهنه وينوي طبيقها اليوم .
والى هذه الساعة ونحن لا نعلم ما موقف الولايات المتحدة عما يجري ، وهل هي ستقف بجانب الروس ام بجانب الاتراك ؟ بصرف النظر عن مواقفها القديمة مع روسيا ، ثم اين التحركات الدولية ؟ لماذا هنالك صمت مريب ؟ وكأن الجميع ينتظرون وقوع مزيدا من القرارات السياسية التي تزيد الطين بلة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات