23 ديسمبر، 2024 10:04 ص

ماذا يعني تجديد الولاية الثالثة للمالكي ؟

ماذا يعني تجديد الولاية الثالثة للمالكي ؟

كل المؤشرات وكل ما تتشكل عليه الخارطة السياسية العراقية و تنبؤ به الأحداث الدراماتيكية  المتلاحقة على الساحة العراقية تنبئ بان المالكي سيتبؤ الولاية الثالثة رضي خصومه أم لم يرضوا ،بعد أحداث الرمادي ودخول المالكي على خط المواجهة المسلحة  مع المعتصمين و الذي كان الهدف هو إسكات خصومه من خلال المواجهة المسلحة في (ساحات الاعتصام ) ، و كذلك  خصومه الأكثر خطورة وهم المنافسون في الجبهة الشيعية، فقد استطاع المالكي تحيد التيار الصدري الخصم اللدود له و ذلك باستفزاز السيد مقتدى  من خلال الملفات التي يحتفظ بها المالكي لأنصاره (تصويت أغلبية التيار الصدري للمادتين 47و 48 من قانون التقاعد) كما إن المالكي لازال يحتفظ بالملف الأكثر خطورة وهو ملف السيد(عبد المجيد الخوئي) وانتهاء بملفات الفساد العديد لتيار الأحرار ولعل أبرزها قضية البنك المركزي العراقي و المتهم الرئيسي فيها هو السيد بهاء الاعرجي فالسيد المالكي يحمل عدة أسلحة في جعبته تجعل خصومه يحسبون له ألف حساب ، فقد استطاع تفكيك( جبهة الصمود) من خلال خلق صحوات بقوة المال منافسة لساحات الاعتصام  أو ما يسمى بجبهة الصمود كمل إن دخول بعض المقاتلين العرب بما يسمى (بداعش ) على خط المواجهة مع المالكي أعطى له ذريعة ليكسب الأصوات الشيعية لمصلحته على حساب المجلس الإسلامي  وعلى حساب السيد عمار الحكيم على وجه الخصوص.. من كل هذه القراءة السياسية نرى إن خيوط اللعبة هي بيد السيد المالكي يحركها متى وكيفما يشاء إذن السيد المالكي هو رئيس الوزراء القادم بدون شك ، لكن ما يهم المواطن العراقي بكل هذه أللعبه السياسية هو مدى تحقيق رئيس الوزراء لطموحه و متطلباته في الحياة الحرة الكريمة فالمواطن لا يخشى على نفسه لأنه ليس ندا لآي مرشح للوزارة سواء المالكي أو علاوي أو عادل عبد المهدي أو باقر جبر أو أيا سيكون ثم السؤال المحير والمثير و المقلق للشارع العراقي  هو هل يستطيع المالكي في الولاية الثالثة إن يحقق الأمن والرفاهية للمواطن العراقي!!؟؟.. ،من خلال السنوات السبع الماضية التي قضاها المالكي في سدة الحكم لم يتحقق شيء على ارض الواقع فالخدمات متدنية والبطالة منتشرة خاصة بين الشباب وكذلك و هو الأهم الجانب الأمني ،فمعدل التفجيرات يكاد يكون بمعدل مفخختين كل أربع وعشرين ساعة حاصدة أرواح العشرات من أبناء الشعب العراقي المساكين و الذين لا ذنب لهم سواء إنهم وقعوا في المكان والزمان الخطأ ..وأما المشاكل بين المركز و الإقليم تكاد تكون روتينية فبعد إن تحل مشكلة تبرز مشكلة أخرى و السبب هو إن الحلول للمشكلة  هي ترقعيه لا حلول جذرية أما علاقات العراق مع دول الجوار فهي إما علاقة خصومة أو علاقات التابع والمتبوع فالدولة العراقية لم تصل بعد إلى مصافي الدول ذات السيادة الحقيقية و هذا كله مؤشر خطير يكاد يعصف في البلاد ويمزقها إذا ما تسنم السيد المالكي  الولاية الثالثة.. من خلال كل ما تقدم أصبح العراق مستهدفا من الجميع و هذا كله في المحصلة يعود و بكل بساطة إلى مخلفات الاحتلال الأمريكي الذي جعل المنطقة على كف عفريت بعد غياب الخطاب العربي الوطني الموحد بسبب الحكومات القمعية والدكتاتوريات المتربعة على صدور شعوبها من المحيط إلى الخليج….