4 نوفمبر، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

ماذا يعني إنتمائي لإقليم كوردستان؟

ماذا يعني إنتمائي لإقليم كوردستان؟

يقال بأن فلسفة الشيء هو ماهيته و غایته أي البحث عن وجودە، وما وراء فاعليته، وبما أن الوطن هو المستقبل والإنتماء هو شعور ثابت و عامل من عوامل بناء المجتمع، فإن إنتماء الإنسان لمجتمع ما سوف يشجعه للمحافظة علیه و الحرص علی نموە و إزدهاره بشكل مستمر. إقليم كوردستان الذي ينمو و يزدهر بفضل القيادة الكوردستانية الحكيمة والإدارة الناجحة للحکومة هو موطن أجدادي، والإنتماء لهذا الوطن ليس مجرد شعار يرفع، بل هو تاریخ و حضارة وعمق و مخزون ثقافي وإجتماعي و قيمي.
فعندما أقوم أنا بالمحافظة على انتمائي لوطني، وأرضي، أتمكن حینها من تحقيق مفهوم ومعنى الانتماء الذي يرتبط بتحقيق مفهوم المواطنة، والتي تشير إلى كافة المبادئ، والحقوق، والواجبات التي يتميز بها المواطن داخل الإقليم التي أعيش فيه.
شعب الإقليم هو جزء من المجتمع البشري، أما تعزيز إنتمائي الیه فيتطلب من سلطة الإقليم الإستمرار في تحقيق العدالة والمساواة وعدم التمييز وتعزيز الشفافية والنزاهة وضمان كل مواطن لممارسة حقوقه المشروعة.
ومن اهم مظهر من مظاهر الانتماء الوطني هو الحفاظ على أمن واستقرار الإقليم ومكافحة الفساد المالي والإداري والأخلاقي، وحماية حرية الرأي والتعبير وتحقيق الأمن الفكري وحماية تماسك ووحدة المجتمع.
إذن الوطن هو حاجة جوهرية وضرورية في حياة الإنسان وهو في الوقت نفسه حاجة حضارية مستديمة، لا يكتمل معناه وأفقه إلا بالمواطن الذي يعمل على تعميق وجوده وتجربته الإنسانية.
الإنتماء لكوردستان هو التزام ومسؤولية، وكسب متواصل في مختلف الميادين لربط مكاسب الماضي بمنجزات الراهن وصولاً إلى مستقبل وطني جديد، يمارس فيه جميع أبناء الوطن مسؤولياتهم وأدوارهم ووظائفهم وحقوقهم.
من الواضح بأن الشعب الكوردستاني بحاجة إلى إحداث تحول نوعي وتاريخي في مسيرته، حتى يتسنى له الإستجابة الفعالة لهذه التحديات. وبصريح العبارة يمکن القول بأن أحوج ما یحتاج الیه شعب كوردستان هو أن یمارس حیوته الفکریة، بالتحرر من جملة من العقد والحساسیات الحزبیة والهوس النضالي والهذر الثقافي والآفات التي عرقلت مشاریع التقدم والرفاه و حضور العدالة الإجتماعية والمشارکة في صناعة القرارات المصیریة.
نحن نعرف بأن المجموعات البشرية التي تشترك مع بعضها في الجوامع المشتركة، هي التي تعمل على صياغة مفهومها لوطنها، ومن خلال فعلها المتواصل في مختلف المجالات، تتشكل معالم الوطن الفعلية.
إن الشعور والإعتزاز العميق لمواطني كوردستان بإنتماءاتهم نابع من إنجاز الأمة الكوردستانية لواقع المواطنة في واقع حیاتهم.
الإنتماء الی كوردستان و الإعتزار ببطولات وأمجاد البيشمرگة تربية يبدأ غرسها في البيت لثمر في حقول الحياة المختلفة، علیه أن تتبلور معاييرها في کافة مراحل التعليم المدرسي و الجامعي. هكذا يستشعر الفرد مسؤولية الصون والدفاع عن الوطن. أما الإعلام الهادف کالفضائيات الكوردستانية و مواقع الإنترنت و مواقع التواصل الإجتماعي فواجبها تعزيز الإنتماء والولاء للوطن و خاصة لدی النشء والشباب من الجنسين.
فالتربية السليمة هي قاعدة أساسية لتطور الإنسان وإرتقاءه فکرياً و إجتماعياً و سياسياً و المجتمع الكوردستاني بحاجة الی برامج عمل و حقائق مجتمعية متواصلة تساهم في تطوير مفهوم الإنتماء الوطني.
وختاماً: كوردستان الوطن هو الروح الممزوجة بحب الأرض والبشر و هو القلب الكبير لكل أبناءه. فمن ينتمي إلى هذا الوطن ينبغي أن يحترم ويحب وفق مقتضيات الوطن والمواطنة. والمجتمع الكوردستاني یملك غنیً في المعطیات کما یملك فائضاً في الموارد، لذا علینا العمل معاً على صنع حاضرنا وتطوير راهننا وتجاوز محن واقعنا وتحدياته، بالمزيد من الكفاح والبناء والعمران للوصول الی الثالوث القيمي (العدالة ـ الحرية ـ المساواة)، الذي يمنح مفهوم المواطنة معناه الحقيقي.

أحدث المقالات