22 ديسمبر، 2024 10:06 م

ماذا يريد داعش من وراء تفجيرات لندن و الناصرية ؟

ماذا يريد داعش من وراء تفجيرات لندن و الناصرية ؟

رغم التحالفات الدولية الكثيرة و التي وحدت صفوفها و أجمعت أمرها على القضاء على هذه الغدة السرطانية المارقة من أجل الخلاص منها ومن شرها الذي ينال أي بقعة في المعمورة ومن دون استثناء فبالأمس فقد استيقظ العالم على تفجير إرهابي في لندن راح ضحيته العديد من الأبرياء بين قتيل و جريح و اليوم يتكرر المشهد الإجرامي نفسه في العراق و تفجيرات الناصرية و البصرة خير شاهد على ما نقول و غداً لا نعلم مَنْ سيكون هدفاً للعمليات الإرهابية لتنظيم داعش ويبقى السؤال ماذا يريد هؤلاء المارقة من خلال تلك الأعمال الإجرامية ؟ أو بمعنى آخر ما هي الرسالة التي يسعون إلى إيصالها للعالم ساسة و شعوبا ؟ فمن خلال القراءة الدقيقة لمجريات تلك الأحداث نرى أن داعش يريد أن يوصل رسالته الضالة و المنحرفة إلى جميع شعوب الأرض بأنه تنظيم فكري إرهابي و ليس مليشيات مسلحة و ذراع أو جناح مسلح تابع لحزب أو كتلة سياسية أو دولة بحد ذاتها ومهما بلغت الجيوش الحربية و سخرت الآلة العسكرية بمختلف صنوفها من العدة و العدد فهذا كله لا طائل منه وهو أشبه بالترقيعات الظاهرية أو حلول شكلية التي لا جدوى منها وستبقى تدور داخل دائرة مفرغة وستكون نتائجها الفشل ذريع الذي تتكبده الحكومات و الشعوب التي يطالها الإرهاب وهو يحصد أرواح الأبرياء و الفقراء بسبب غياب الحلول الناجعة عند أهل الحل و العقد في جميع بلدان المعمورة ومن هنا فقد اتضحت الصورة الحقيقية عن فحوى الرسالة التي يريد داعش إيصالها إلى العالم بأنه تنظيم فكري بالدرجة الأساس يعتمد على نشر أفكاره المستوحاة من فتاوى قادة و أئمة كانوا وبالاً على ديننا الحنيف وهو ما يكشف حقيقة التصريحات الإعلامية الرنانة التي تخرج بها القيادات السياسية بين الحين و الآخر وفي المقابل تثبت صحة و صدق القراءة الموضوعية التي قدمها المهندس الصرخي الحسني في محاضرته (29) بتاريخ 28 / 3 / 2017 ومحذراً فيها العالم أجمع من خطر داعش و الجهات العالمية التي تقف وراءه و تقدم له الدعم اللوجستي اللازم لتحقيق مشاريعها الفاسدة و قد قال المعلم الصرخي :(( فلا توجد نهاية لهذا التكفير وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إلّا بالقضاء على هذا الفكر التكفيريّ ، أمّا الحلول العسكريّة والإجراءات الاستخباراتيّة والمواقف الأمنيّة و التحشيدات الطائفيّة والوطنيّة والقطريّة والقوميّة والمذهبيّة والدينيّة فهذه لا تأتي بثمرة إذا لم يُعالج الفكر التكفيريّ ومنبعه )) .

الآن وقد اتضحت طبيعة الفكر الداعشي وما يرمي إليه من أهداف ضد الإنسانية و قيمها النبيلة يبقى العالم أمام خياران لا ثالث لهما فإما أن يواجه فكر الدواعش المارقة بفكره الإسلامي الأصيل و إما فليستعد لمزيد من المآسي و الويلات و انهاراً من الدماء و سنين عجاف لا تحمد عقباها