البعثيون ومناوؤهم في الولايات المتحدة يتشابكون بالأيدي والشرطة الأمريكية تتدخل لفض الإشتباك ، بينما يصدح آخرون بأن السياسة الأمريكية الجديدة تستدعي سلوكا مختلفا من الرئيس الهائج دونالد ترامب الذي يزمع تكريس وجود جديد في العراق تمثل في إجراءات جديدة مفاجأة بدأها بسحب قوات من سوريا ونقلها الى العراق .
ومن ثم زيارته السريعة إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار ، ونقل عديد القوات الى أربيل ومعسكر في كركوك ونقل معدات وأسلحة وجنود وطائرات مقاتلة إلى قاعدة عين الأسد التي يوجد فيها مطار عسكري ومنشآت عديدة وآلاف المقاتلين ، ثم محاولة بناء قاعدة عسكرية في منطقة بيجي الحيوية في صلاح الدين وإضافة طائرات شينوك وأباتشي في قاعدة التاجي شمال بغداد ، ووجود مقاتلين في الفلوجة ، ووصل الأمر إلى قيام ضباط وجنود بدخول شارع المتنبي وسط العاصمة العراقية بغداد وتجوالهم هناك .
الرئيس ترامب يتحدث عن مجموعات قتالية قريبة لإيران ودور إيراني متعاظم في العراق وتهديدها لإسرائيل وتدخلها في سوريا ، وما يعكسه ذلك من خشية خليجية من تهديدات إيرانية محتملة ، وبعد أن أقر الإنسحاب من سوريا والتركيز على العراق وما أكد ذلك هو الدخول الكبير للأمريكيين إلى مناطق عدة من البلاد وفي الأنبار وبغداد بالذات ، ويرى مراقبون إن واشنطن تريد تكرار سيناريو الإحتلال وفق رؤية وإستراتيجية تخدم مصالحها وتؤمن لها سيطرة كاملة .
هل سنشهد رايات المقاومة ضد القوات الامريكية في شوارع بغداد ، أم أن الحكومة العراقية لديها تصورات مختلفة يمكن أن يكون لها أثر إيجابي في تقرير مصير الدولة الناهضة بالإتفاق مع واشنطن بما يضمن خروجا من الأزمة الراهنة إلى أفق أكثر إنفتاحا ووضوحا مع التردي في الخدمات والفشل في محاربة الفساد وحالة التراجع في الأداء والخلافات العميقة بين الأفرقاء السياسيين الساعين لترسيخ مكاسبهم على حساب الوطن والمواطن اللذين هما الضحية لأي صراع قادم في منطقتنا المضطربة أساسا .
هل نحن في خضم العيش في مرحلة جديدة من الإحتلال والسيطرة المباشرة على العراق الذي يعاني أم أنه سيكون بمنأى عن تطورات سلبية جديدة ، ونحن في الواقع نجد أن الرئيس ترامب يتصرف بطريقة شديدة التطرف قد تشعل المنطقة برمتها وتثير التساؤل عن نوع المستقبل الذي سيكون محفوفا بالمخاطر الناجمة عن فعل أمريكي ورد فعل داخلي و إقليمي يمكن أن يتسبب بمشاكل أكثر جدية .