20 ديسمبر، 2024 4:27 ص

ماذا يريد المتظاهرون ؟

ماذا يريد المتظاهرون ؟

اذا اردنا التعرف على الاسباب الحقيقية للتحركات الاخيرة للمتظاهرين في غرب البلاد والمناطق ذات الغالبية السنية فأننا امام حالة لابد من تحليلها  تأتي من ضمن التحليلات التي لابد من معرفتها عند اي دراسة لطبيعة المجتمع العراقي فقبل ان نعزو الامور الى اسباب طائفية ومحاولة تعليق الامور على هذه المعضلة الكبرى وهي وجود الطائفتين الاكثر احتداما وهما السنة والشيعة قبل كل ذلك لابد ان نعرف ان السلوك الذي يسلكه المجتمع العراقي ينطوي على الكثير من التناقضات حتى ان المتظاهر الذي عقد العزم على التظاهر ورفع شعارات لايؤمن بها عندما تعيده الى عقله ووجدانه فأنه يعترف بان سلوكه كان يشوبه الكثير من التناقض ليس له من سبب سوى الاندفاع غير المدروس ان هذه الصفة من الاندفاع والتسرع  والتصرف  العشوائي تنتاب الكثير  وليست مقتصرة على طائفة دون اخرى ولكن هذه الصفة تنتشر أنتشار النار في الهشيم اذا كانت على مستوى جماعي لانها تعطي نوعا من المعقولية والمقبولية المزيفة لدى من يتصرف بها ,
لكن هناك أمور تدعوا للأسف الحقيقي واهمها عندما تحس وتتيقن ان هناك من لا يستطيع ان يتعايش معك ويجلس معك على مائدة الوطن الواحد والاسف الاكبر عندما يصدر مثل هذا التصرف من شخصيات تعتبر واجهات سواء اجتماعية او سياسية ان هذه التصرفات والافكار هي التي يجب وضع حد لها وليس التظاهرات لأن هذه الافكار الأقصائية والتفكير على مستوى شعب الله المختار هي افكار لا تنتج سوى الدماء والقتل والدمار , المشكلة موجودة لدى البعض من الطائفتين ولكن بنظرة موضوعية وحقيقية نكتشف ان الطائفة الشيعية لديها مرتكز تعود اليه ومرجعية لم تفكر في يوم من الايام بالانفراد واقصاء الاخر وهذا السبب المهم والمهم جدا هو الذي خلق حالة التوازن والانسجام والتعايش لأن الطائفة السنية مع شديد الاسف ليس لديها مرجعية وقادة متزنون بل على العكس ظهر على الساحة من يحاول ان يمثل السنة ويختطف هذا الدور وما اسهل اختطاف هذا الدور من جراء غياب القيادة الحقيقية فظهر اشخاص هم من يقود الارهاب ويقتل في السر والعلانية واشخاص قطاع طرق استطاعوا ان يقولوا لابناء جلدتهم انهم من يمثلهم ويجلب حقوقهم المهضومة وماهي حقوقهم المهضومة .. حقهم المهضوم هو الاستيلاء على السلطة كاملة وليس بتقسيم السلطة انهم يفكرون بطريقة قطاع الطرق ولكن بالطريقة السياسية والديمقراطية ان ابناء السنة في الانبار وصلاح الدين قد خدعهم هؤلاء الذين يحاولون اختطاف الدور القيادي والتفكير نيابة عن ابناء هذا الشعب , ولكن لابد من ان ينتبه ابناء السنة لهذه المكيدة وهذه الخدعة الكبرى التي يعيشون كالشرنقة في داخلها فلابد من التفكير بان السلطة ليست حكرا على طائفة دون اخرى  وان رفع شعارات البعث ومحاولة التفكير بالعودة الى ماضي صدام وعهده الدموي لن تجدي نفعا بل على العكس تخلق حالة من العداء وشق الصف ونشر البغضاء والحقد وهذا ما يخطط له الدمويون واعداء العراق ,ولابد من الوصول الى هذه الحقيقة وهي أن ادارة دفة البلاد لن تكون الا من قبل الجميع والا غرق الجميع ولات حين مندم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات