كثر اللغو في الايام الاخيره عن الحديث في الشأن السياسي بين ثلاث دول تربطها مصالح مشتركة بصورة فردية بعد حادثة المطار الاخيرة.. فالامريكان مرتبطون مع العراقيين باتفاقات سياسية وعقود عسكرية طويلة المدى في حين ان الايرانيين لديهم اتفاقات اخرى قسم منها اقتصادية كتجهيز المشتقات النفطية والكهرباء اضافة الى تطور السياحة الدينية بين البلدين والتي تصل اعدادها الى ملايين السواح سنويا… ويستورد العراق اغلب قوته اليومي من مواد غذائية وحاجات منزلية كثيرة اضافة الى انواع خاصة من السيارات والمعدات الفنية ايرانية الصنع تقدر قيمتها بأكثر من عشرة مليارات دولار سنويا. ونتيجة لكون ايران من دول الجوار للعراق وترتبط بعلاقات مذهبية خاصة مع الشعب العراقي تجد ان العلاقة تكون قوية وكل خطأ اوتصعيد يحدث من جانب الصديق الامريكي تجاه الجارة ايران يحرج الطبقة السياسية في العراق وهنا يكون نوع الاحراج اما ان تتبع كلام الساسة الايرانيين وتنفذها مثل مايريدون او تلجأ الى الجانب الاخر وتنفذ مايملي عليهم من اوامر وقرارات ربما تكون مصيرية احيانا…
مايحدث اليوم ان الساسة الايرانيين وبعد مقتل اهم قائد لديهم في العراق وعلى يد القوات الامريكية وبمساعدة استخباراتية من بعض وكلائهم في المنطقة شعروا بخيبة امل امام شعوبهم التي تطالب بالقصاص والثأر لهذا القائد… ولكن القادة الايرانيين والى حد هذه اللحظة تغلبوا بالعقل على العاطفة وهذا الامر حول الصراع خارج الاراضي الايرانية واصبحت الهتافات الاعلامية والمساجلات السياسية بين القادة العراقيين والامريكان فنرى التجاذبات في المواقف وقسم منها مضحك والاخر محزن وفي النهاية كلها زوبعات اعلامية فلقد اجتمع مجلس النواب العراقي وهم منقسم على نفسه ليطالب بقرار اخراج القوات الامريكية من العراق والمعيب ان هذه القوات هي على بعد امتار من المجلس وتوفر الحماية للمنطقة الخضراء سواء في الارض اومن خلال الاجواء العراقية… وكما يقول المثل العراقي.. فورة دم…. لقد كانت السادة المصوتين من اعضاء مجلس النواب دمهم حامي الى حد انهم لم يفكروا بعواقب قرارهم هذا على شعبهم وتاثيره اقتصاديا وعسكريا…. ومن الجانب الاخر نرى ان الامريكان وكما معروف عنهم بسياستهم الاستفزازية يصرحون ببعض التصريحات النارية هنا وهناك. ثم يعودون لانكارها او انها حدثت خطأً… كل هذه المجريات عزيزي القارىء الكريم… توصلنا الى تحليل سياسي واحد اهمه لو ارادت ايران بتصعيد الموقف عسكريا والرد من داخل اراضيها واغلاق مضيق هرمز بوجه الملاحة العالمية فانها تعرف ان الرد سوف يكون قاسي جدا وخاصة انها تعرف ان تل ابيب متهيأة باي لحظة لضرب المفاعلات النووية الايرانية وان علاقتها مع دول الخليح ليس بالمستوى المطلوب وان اعتمادها على روسيا مشكوك في امره وخاصة بعد تجربة النظام السابق في العراق مع الروس الذين تخلوا عنه ببساطة.. كل هذه المعطيات تقول لايمكن لايران ان تبدأ حرباً نهايتها معروفة وماعليها سوى طريقة واحدة للانتقام من خلال تحريك اذرعها في المقاومة الاسلامية والتي تكون قياداتها بولاء ايراني وعملها في عدد من الدول العربية وهذا هو سياسة العقل الصحيح لابعاد شبح الحرب عن الاراضي الايرانية….
اما الجانب العراقي وهو اقل ضعفاً من ناحية القوة العسكرية فاصبحت قراراته مقسومة ومجزأة ولايمكن تطبيقها على ارض الواقع كون الواقع العراقي على الارض مقسوم وفق طائفي واي سياسة تتخذها طائفة من دون ارضاء الاخرين سوف تكون عندها الاقاليم جاهزة فالعرب السنة وبحماية امريكيه سوف يدخل اقليمهم كواقع حال اسوة باقليم كردستان والاخوة الكرد سوف ينتهزون الفرصة باعلان دولتهم وبمباركة امريكيه ايضا رغم ماسوف يظهر من اعتراضات وخاصة من الجارة تركيا والتي سوف تصعد الموقف وربما تتوتر علاقتها مع البيت الابيض…
من الجانب الامريكي ربما يصدر الكونجرس الامريكي
قرار بتجميد وحجز اموال بعض القادة العراقيين وكذلك وضع القسم الاخر على لائحة العقوبات الامريكيه
ولكن من غير الممكن ان يصدر مجلس الامن الدولي قرار بفرض حصار اقتصادي على العراق ولكن ممكن اعادته الى البند السابع كما هدد به الرئيس ترامب وهذا يحدث في حالة رحيل القوات الامريكية من قاعدة عين الاسد وقواعد امريكيه اخرى كون القاعدة المذكورة كلفتها المادية كبيرة وبهذا البند السابع تريد الولايات المتحدة ارجاع مبلغها من عوائد النفط العراقية… غيرها لايمكن اتخاذ اي قرار ضد الشعب العراقي فالعراق اليوم لديه التزامات واتفاقات مع صندوق النقد الدولي من الناحيه الاقتصادية يلتزم الصندوق بالمحافظة على استقرار الاسواق العراقية وكذلك لدى الحكومة العراقية اتفاقات مع حلف الناتو وغيره من الاتفاقات العسكرية..وان الشركات النفطية العالمية الامريكيه سوف يكون لها كلمتها الفصل كونها مشمولة بقانون الاستثمار ولايمكن ان تقع بخسائر مادية كبيرة اذا ماتزعزعت الاوضاع..
وللعلم ايضا ان الولايات المتحدة من المستحيل ان تسحب قواعدها خارح منطقة النزاع وخاصة بعد التوترات الاخيرة مع ايران وهي على استعداد لنقلها الى اقليم كردستان مقابل اعلان دولة للاخوة الكرد..
ويبقى الحل مطروح بيد الساسة العراقيين وخاصة الاخوة الشيعة ومايتخذونه من قرارات مصيرية حاسمة اما تقسيم العراق او الابتعاد عن حرب لاناقة للشعب العراقي فيها ولاجمل… وربما سوف تكون الوساطة بين الجانبين الامريكي او الايراني وجدت ابواب مفتوحة عندها سوف يدفع العراق الثمن وحده..
اللهم احمي العراق والعراقيين وجنب منطقتنا ويلات الحروب والمجاعة انك عزيزا مقتدر….????????