23 ديسمبر، 2024 2:53 م

ماذا يريد الرجل الشرقي… ؟

ماذا يريد الرجل الشرقي… ؟

إنه السؤال المطروح في اي علاقة عاطفية بين الجنسين..سؤال يؤرق المرأة وتعجز عن ايجاد جواب مقنع له مهما حاولت.
الرجل الشرقي..شخصية صعبة ومركبة…تتنازع في دواخله عوامل مختلفة ..بين البيئة والتربية التقليدية وبين إطلاعاته وميوله الحديثة…والوصول الى توازن كامل بين الشخصيتين أمر غير اعتيادي مطلقا.
هذا الرجل يرغب بزوجة…ترضي عائلته اولا…ثم محيطه ..وتكون شخصية لايخجل من الخروج معها في المجتمع…لأن رأي الاخرين واحكامهم المسبقة امر مقدس في اوساطنا.
وأهم صفة للزوجة الشرقية ..هي أن لاتلفت الانتباه اليها..حتى لو كانت ذات جمال آخاذ فقلائل جدا هم
الرجال الذين يفتخرون حينما يقال امامهم ان زوجة الشخص الفلاني ..جميلة !!..يحب الشرقي الجمال فهو شخص متذوق لجمال الطبيعة والحرف اولا…ويرغب في قرارة نفسه ان يحظى بأروع النساء ..شريطة ان يكون هذا الجمال له وحده ..هو فقط…فلا تدركه عيون الأخرين ولا تلاحظه.
كيف يتسنى للمرأة إذن أن تخرج من هذه المتاهة وتكون جميلة وغير جميلة..تقليدية ومميزة في نفس الوقت ؟.
بعد ان يرتبط الشريكين برباط الزوجية المقدس..يكون الزوج في البداية..راضيا عن إختياره..وفخور به..فهو يمتلك زوجة تقوم على رعايته وخدمة منزله ..اقاربه واولاده والأهم إنها لاتلفت الأنتباه…ولكن بعد ان تمر الأشهر والسنوات..نجد ان نصفه الثاني الخامد تحت وطء التقاليد يبدأ بالتمرد عليه..ويبدأ لديه الشعور بالفراغ والملل من تلك الأمرأة المثالية إجتماعيا
والباهتة عاطفيا..وتكون النتيجة واحدة من اثنتين…إما الصبر والرضا بهذه العلاقة الزوجية القاتمة..او البحث عن البدائل متجسدة في شخصية الحبيبة السرية او الزوجة الثانية.
طيب..ألايوجد حل لهذه الحلقة المفرغة التي تدور فيها زواجاتنا..؟..ألايمكن للمرأة الشرقية ان تكون تقليدية وعادية من جهة وفي نفس الوقت غريبة ومفعمة بجنون الالوان من جهة اخرى…؟؟
الجواب يكمن في السؤال….نساؤنا الشرقيات اليوم يصنفن ضمن نموذجين…التقليدية…والمتمردة..
التقليدية تلك التي تصلح للزواج وتشرف العائلة..والمتمردة التي تصلح للحب ولكن لايمكنك ان تتقبلها كأم لأولادك.
ما الحل إذن ؟؟
الحل بسيط جدا يا أختي….كوني تقليدية في المظهر والسلوك العام…حتى ترضي مجتمعك الذي
يبدو ان الزمن قد توقف عنده…وعلى جانب اخر أطلقي الحرية لأفكارك ..هواياتك وإهتماماتك…بل حتى مشاعرك الزوجية …تلك المشاعر التي تقيد بألاف القيود ويتزعمها الخجل !!
من المقرف جدا إننا حين ندعو للحرية يتخيل الأغلبية وعلى رأسهم التيارات اليمينية اننا ندعو الى محاربة الحجاب وإباحة الإختلاط وغيرها من الحريات الشكلية التي تنتشر في الغرب…فيسفهوا افكارنا بل ويبيحوا دمائنا ونجابه بعواصف من الأنتقاد والرجم كما جوبهت  الدكتورة الفاضلة نوال السعداوي…ولكن الأمر اعمق من حرية المظهر الساذجة…الأمر يا إخواني وأخواتي يكمن في حرية الروح والفكر..التمدن والتجديد الذهني..اضافة الألوان الى لوحة الزوجة الباهتة…فتنالين بهذا إستقلالك الفكري…وتكسبين قلب فارسك الشرقي.
هذا هو رأيي ..والإختلاف لايفسد للود
قضية…والسلام.