16 سبتمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

ماذا يذكرنا تاريخ 9/4/2003 ؟

ماذا يذكرنا تاريخ 9/4/2003 ؟

كم من المحرج والمحزن ان يستيقض العراقي – العربي – المسلم في صبيحة يوم 9/4/2003 ليرى جنود امريكان يرفعون علم بلادهم الغازية الارهابية , لكن الذي يحزن اكثر  كان مشاهدة مئات من العراقيين يحتفلون مع الغزاة وكأنهم حرروا بلدهم من احتلال لا احتلوه فاهانوا شعبه على جميع طوائفه ,وما احزننا اكثر من ذلك هو رؤية الطابور الخامس  وعصاباته من سراق وحرامية ينتشرون في جميع ارجاء بغداد ليحيلوها الى فرهود يسرقون كل شيء ويدمرون مالا يفهموه من جهلهم فقد سبقوا داعش بتحطيم تراث واثار حضارة وادي الرافدين فهم لا يختلفون عنهم فالطرفين يكفر الاخر ويعمل على القضاء عليه . لكننا لم نحزن لسقوط ( الصنم ) كما يسموه بقدر ما احزننا التفاف حزبي جماهيري عميل يحتفلون بهبل وغباء مع رفع العلم الامريكي فوق رأس تمثال كان لرئيس الدولة العراقية دون ان نرى أي اعتراض على المعنى الهمجي الاحتلالي والاستهزائي بدولة العراق وقائدها واهلها .
احزننا اكثر من كل ذلك اننالم نرى أي مقاومة للمحتل ولا حتى بصاروخ واحد وهو يصور افعاله الشنيعة للعالم ككل وكانت غصتناالاعظم الممزوجة بحزن عصر القلب ان عرفنا ان سبب عدم مقاومة المحتل جائت تلبية لنداء ابن مدينة سيستان  بفتواه التاريخية بعدم مقاومة المحتل مما ذكرنا بالامتداد التاريخي للعلقمي وهو يتحالف مع المغول ضد العرب المسلمين .
هذا التاريخ يذكرنا بالاف الشهداء الذين سقطوا صرعى جراء القصف البربري والوحشي المدمر الذي قام به طيران المحتل الامريكي الذي لم يفرق بين عسكري يحمل سلاح ولا يحمل ولا بين مدني وامراة وطفل ..
احزننا ايضا ان نستمع ونرى روايات كاذبة عن مقابر جماعية كانت اغلبها في الاصل نتيجة قصف الامريكان اثناء انسحاب العراق من الكويت ..والاخرى نتيجة هجوم المسفرين  مع الحرس الايراني المتزامن مع الغزو الامريكي فاحرقوا كل سجلات دوائر الدولة والنفوس و التجانيد لغرض مدروس من اجل احلال ايرانيين وغيرهم في مدن الجنوب على اساس انهم عراقيين!.
احزننا وعصر قلوبنا اننا شاهدنا كيف ان عراقيين واشباه عراقيين يؤلفون احزابا او فروعا ويحتلون منازل وقصور ويحولوها مقرات لانفسهم وضعوا انفسهم فوق القانون .. احزننا كيف ان العراقي اصبح مخبرا ضد اخيه العراقي والوشاية تأخذ طابعا  غدريا وانتقاميا وكيف ان ما كان يتم تغذية النفوس المريضة بما يسمى بالمظلومية قد تحول الى قتل وخطف وسرقات وتهجير ..
احزننا ان نرى العراقيين يخطفون ويقتلون بعد التعذيب الوحشي امثال مؤسس التعذيب بالدرل وقطع الرؤوس وسحل الجثث والتمثيل بها وهم يعلمون انها مجرد جثث لا حول و لا قوة بها ازهقت روحها وتحولت الى جثث هامدة ستعود الى طبيعتها الاولى الطين فكيف تستشعر تلك النفوس المريضة بالفرحة وهي تمثل بهذه الجثث على طريقة هولاكوا والمجوس.
احزننا ان نرى هذه الجثث ترمى بالسواقي والشوارع تأكل منها االكلاب والقطط ..
احزننا ما نرى عليه العراق الان نتيجة هذا الاصطفاف مع المحتلين الامريكي والايراني ونحن نرى عمليات القتل على الهوية لتقابله عمليات قتل اخرى على الجانب الاخر ..احزننا هذا الاصطفاف الطائفي المقيت الذي حول الانسان الى حيوان مفترس خالي من الرحمة والانسانية ..سحقا لكل من ساهم بالعداء الطائفي وشعل ناره .
سحقا لكل من ساهم واعان المحتل .سحقا لكل من هدر دما عراقيا بدون حق ,سحقا للسراق والمحتالين ناهبي ثروات العراق , لوكان لي فيهم قوة لنفيتهم من الارض .
سؤال لكل مظلل ايدي الاستعمار و اتبع المرجعيات طائفيا ومشى في طريقها ., هل هذا العراق الذي تحبون وتحلمون ان يكون ؟ قتل في قتل وقتل مضاد ؟ فهنيئا لكم .. لكني سانزوي وحدي اكفف دمعي فهذا يوم مشؤوم وذكراه مشؤومة . يذكرني هذا التاريخ بحتمية اندحار الباطل يوما ليس بالعيد ان شاء الله.  من اجل رفعة العراق وشعبه  وعودة عقل العراقي المظلل الى عقله وانسانيته التي داسها ومشى عليها يذكرني ان اذكركم بالتطلع لهذا اليوم المنشود والعمل من اجله. فتعالوا نعمل سوية من اجل خلاص العراق .

أحدث المقالات