19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

ماذا يحدث في الفلوجة ؟

ماذا يحدث في الفلوجة ؟

لا يختلف اثنان أن وضع الفلوجة الان مثير للاستغراب ومثير ايضا للجدل ومنقسم بين فريقين يختلفان في الكثير من الاراء لكن الاغرب من كل اراء هذا الطرف وذاك أن الفلوجة المدينة الوحيدة التي دائما ما تكون مثار للجدل ليس على الداخل العراقي سياسيا بل حتى الداخل العام العالمي وحديث المحللين والصحافة وهي مدينة تفتح شهية المتابعين للأخبار عن العراق وما يجري في بلد الحضارات . فالمدينة اليوم تعتبر بنظر البعض قندهار العراق والموطن او المأوى رقم واحد لقادة وتحركات قادة تنظيم القاعدة سابقا وقادة داعش اليوم ومحط انظار الايدلوجيات والتدخلات الاقليمية فهي الارض الخصبة الاولى في العراق التي تستقبل كل ما يأتي من الخارج دائما فهي من القرب بمكان اذ لا تبعد عن بغداد سوى 30 كيلو متر ولها امتدادا وتداخلات اجتماعية في المدن المجاورة لها ومنها بغداد وبالتالي تعتبر المدينة الشريان الارهابي رقم واحد وهذا ما يقلق العراقيين اليوم ويزداد قلقهم عندما يجدون ان قواتهم العسكرية والحشد الشعبي تذهب لتحرير لموصل المدينة الكبيرة ثاني اكبر مدن العراق سكانيا بعد بغداد وتبعد عن العاصمة العراقية اكثر من 450 كيلو متر في حين تنطلق الهجمات على بغداد من الفلوجة العصية سياسيا على اعادتها الى حاضرة العراق ثانية ..الامريكيين يعرفون الفلوجة جيدا ونفذوا الكثير من العمليات العسكرية فيها وأخرها كانت عملية عش الدبابير ردا على حرق جنود أمريكان من المارينز وتعليقهم على أحد جسور الفلوجة ويقال في الشارع العراقي ان قوات التحالف الامريكي الجوية تمنع اقتحام الفلوجة حاليا لأسباب يسميها البعض ضغوط على الحكومة لقبول املاءات الاخر وهذا ما ينكره رئيس الوراء امام الاعلام عندما سئل لماذا لم يتم الانتهاء من الفلوجة قبل الذهاب الى الموصل ؟ كان جواب الرجل مبهما وبامتياز حتى أنه تطرق بدون اي سؤال انه لم يتعرض لاي ضغوط لا داخليا ولا اقليميا ولا دوليا يمنعه من الاقتحام لكنها الحسابات العسكرية كما يدعي القائد العام للقوات المسلحة .قبل اقل من شهر التقى العبادي مع قادة وأمراء الحشد الشعبي في اجتماع موسع وسئل من قبل احد القادة الذي هو قائد لقوة تتجاوز الثلاثة آلاف عسكري محيط بالفلوجة ولا تبعد قواته عنه في بعض المناطق اقل من 500 مترلماذا لا تنهي الفلوجة ونحن مستعدين لذالك وفي غضون يومين فقط ؟لم يكن جواب الرئيس مقنعا وسئل من نفس القائد اخبرنا اذا كانت هناك ضغوطا من جهات معينة ؟ اجاب القائد العام ابدا وما عاش من يملي علينا ضد ارادتنا ,,عندها هدد القائد ذاته وفي الجلسة نفسها أن قادة الحشد الشعبي يمهلوه شهرا واحدا فقط لحسم الامر ,,تفاجئا السيد العبادي بهذا التهديد وسئل قائل التهديد وماذا ستفعل بعد الشهر ؟اجابه ستعرف ما نحن فاعلين وبعد الحاح من قبل القائد العام للسيد امر القوة اجابه (سننسحب ونترك لقوات الجيش والشرطة الارض وما عليك الا التهيؤ لامر آخر انت تعرفه نحن لسنا جيشا بل حشدا شعبيا مساندا للجيش ولا يمكن ان نبقى كل هذه الفترة على السواتر فهذه ليست مهمتنا فلكل شخص عمل وواجبات يجب عليه العمل عليها وليس مكاننا هنا مع البنادق وهذه الملابس العسكرية ) .ايد الحاضرين رأي امر القوة المحيطة بالفلوجة وأكدوا له انهم سينسحبون ومنهم كنائب حزب الله والعصائب وبدر وأنصار المرجعية وقت ذاك طلب السيد العبادي منهم الانتظار وسيحسم الامر قبل الشهر انشاء الله .. اليوم وفي تطور لافت ومن معلومات موثوقة دخلت الى الفلوجة مجموعة مقاتلة من صنف القناصة تنتمي الى دول الشيشان وصربيا وبمعية اسلحة قنص جدا متطورة وتعمل ليلا على الاشعة اي تحمل كاميرات حرارية وبعدد تجاوز الخمسين قناصا محترفين دخلوا بطرق عدة ومنها كما يقال انهم دخلوا بمعية المساعدات التي اوصلها السفير السعودي الى الفلوجة والبعض الاخر قال انهم وصلوا الى الفلوجة عن طريق بعض المنافذ التي فتحتها القوات العراقية لأيصال المساعدات لأهالي الفلوجة وهناك تسريب آخر يقال انهم جاءوا عن طريق انزال جوي بمساعدة القوات الدولية في المنطقة وهؤلاء يحملون اسلحة امريكية وصربية واسرائيلية وقناصات من نوع (شتاير) موديل 2015 مزودة بنواظير حرارية وهذه الاسلحة تعمل بالبصمة اي لا يستطيع العمل عليها فقط من يعرف الكود السري لها (السكيورتي) وبصمة العامل عليها باشر هؤلاء المتشددين الصرب عملهم منذ الساعات الاولى مستغلين الانفاق الذي عملها مقاتلي داعش وبعض المسالك الجديدة واصابوا أكثر من أحد عشر مقاتلا بإصابات بعضها مميت والبعض الاخر خطر جدا وفي الليل الدامس مستعينين بأسلحتهم الحديثة جدا والمتطورة والغريب في الامر ان هؤلاء عندما دخلوا الفلوجة تمترسوا بالعوائل وأصبحت العوائل بالإضافة الى الانفاق والمسالك المتعرجة جعلوا من العوائل جدار صد تقيهم هاونات ومدفعية الجيش والحشد الشعبي ..الكثير يعتقد أن ما يجري في الفلوجة حالة فريدة وغريبة في العلوم العسكرية وهذا الضن فعلا صح ولا غبار في تصوره لأن الفلوجة بحكم قربها من بغداد وأيضا احاطتها بالقوات الامريكية من جهة الغرب وايضا دارت حولها معارك جدا معقدة مثل معركة الكرمة ومعركة الثرثار ومعركة الانبار لكن بقيت الفلوجة المدينة التي هي بمثابة الطلسم الذي لا يريد أحد فك اسراره وهي ايضا المدينة المسيطرة على الطريق الدولي المقطوع منذ فترة ليست بالقصيرة ناهيك ان المدينة تضم الان أكثر من الف مقاتل من الانغماسيين والف مقاتل من القوات الخاصة الداعشية المدربة تدريب جيد وعشرات المقاتلين القناصة الاجانب بالإضافة الى قادة كبار من ضباط الحرس الجمهوري الصدامي ومن قادة البعث والطريقة النقشبندية ومع اهالي الفلوجة اللذين انضموا الى داعش منذ تأسيسها اي ان المدينة اليوم هي فعلا عبارة عن القاعدة رقم واحد في العراق وتفوق في أهميتها مدينة الموصل التي ذهب لتحريرها الجيش العراق وبعض من قوات الحشد الشعبي والعشائري ,,وعلى الرغم من كل هذا الذي يجري فأن الفلوجة اليوم تتوجه لها الانظار وأصبحت حديث التدخلات الاقليمية العربية التي ابدع الاعلام في جعل المدينة المدينة المظلومة رقم واحد وصورها الاعلام ايضا أنه مدينة تعاني من الجوع وقلة الغذاء والدواء وبالتالي فأن محاصرة الفلوجة كما يعتبرها هؤلاء جريمة لا تغتفر ناسين او متناسين أن المدينة لم ولن تعود كما كانت الى وضعها الطبيعي دون تخليص اهالي المدينة الغير منضوين تحت قانون التنظيم الى العراق وجعلها مدينة سلام تعيش مثلها مثل المدن الاخرى . [email protected]