18 ديسمبر، 2024 11:09 م

ماذا يحدث في البصرة؟

ماذا يحدث في البصرة؟

مدينة الخيرات والثروات التي لا تنضب ، والرئة الاقتصادية للبلاد ، وعلى الرغم من كونها مدينة الخير في كل شي ، فهي بوابة العراق الشرقية ونهر من الخير والعطاء لا يتوقف،الا انها مدينة فقيرة وان نسبة البطالة فيها مرتفعة جداً ، فالنخيل اصبح في خبر كان والاراضي الزراعية اضمحلت وأكلتها الملوحة، الا يفترض بهذه المدينة ان تكون مدينة حضارية ومتطورة بنفس ما تحمله من خيرات ؟!

اليس من حق سكانها ان ينعموا بهذه الخيرات ؟!

لماذا تهب البصرة الخير وتجني الفقر والخراب ؟!

التظاهرات الاخيرة في البصرة عكست الواقع تماماً، وبغض النظر عن تعدد الاهداف فيها الا انها عكست واقع جماهيري، الى جانب الواقع السياسي الهابط والذي دخل مسار التظاهرات لاهدافاً حزبية مشبوهة، والاجندات الاقليمية والدولية والتي هي الاخرى عكست حالة الصراع الدائر هناك،وحتى ان توقفت التظاهرات او هدأت قليلاً فمن المتوقع ان تعود اقوى من قبل،وستعود باجندات جديدة، الامر الذي يجعلنا كمتابعين ان نتوقع سيناريوهات جديدة تعكس واقع البصرة والتحديات الموجهة ضدها .

قرابة سبعة شهور على بدء التظاهرات الغاضبة، ولكن الحكومة لم تفلح، وعلى الرغم من كل الوعود التي اطلقتها حكومة العبادي والحكومة الحالية في تحقيق مطالب المتظاهرين والمتمثلة في توفير فرص العمل والخدمات من ماء وكهرباء، الا انها لم تفلح في اقناع المتظاهرين بايقافها، وعلى الرغم من اطلاق كل التخصيصات المالية للمدينة لكنها لم تثني المتظاهرين عن الاستمرار، وهذا يعكس حالة الصراع السياسي والنفوذ الحزبي هناك،امام فشل واضح للحكومة في إيقاف هذا التأثير الحزبي على واقع البصرة،وفتح كل هذه الصراعات والمهاترات التي افضت الى ان تكون هذه المدينة منطقة للصراع السياسي والاجندات،كما ان تصاعد الاحتجاجات فيها زاد من نقمة البصريين على الاحزاب الحاكمة، وباتوا ينددون بالعلن ضد هذه الاحزاب،والتي لم يقدموا سوى الخراب للمدينة .

السخط العام يسيطر على المشهد البصري،كما تغيب فرص الاحتواء للمشكلة لان اهل البصرة اصبحوا اكثر وعياً امام الاهمال الحكومي، وان اي دعوة لا تصدق ما لم تكن بمساس بالواقع،فالاستثمار هو احد الحلول السريعة للمدينة واعادة بناء واعمار المشاريع الكبرى هناك ومسك الملف الامني من قبل الدولة حصراً ، خصوصاً الموانئ هناك،وان يكون القانون هو السائد،ولا سلطة لاي حزب او فئة او مكون،امام قوة الدولة،ووضع حد للتدخلات الخارجية بشؤون المدينة من الجهات السياسية المحلية او الاقليمية، والسعي الجاد في تقديم الخدمات ومنحها لشركات عالمية رصينة تعمل على اعادة بناء المدينة وفق خطط محددة وباسقف زمنية واضحة .