22 فبراير، 2025 2:17 م

ماذا يحتاج النظام العراقي الديمقراطي؟

ماذا يحتاج النظام العراقي الديمقراطي؟

لا يحتاج النظام العراقي صاحب  الرؤية الجمهورية البرلمانية الديمقراطية الفيدرالية ذات التعددية الحزبية إلى تغيير وإنما يحتاج إلى تعديلات جوهرية في إطار التعددية السياسية التي تربك دائما القرار التنفيذي في عمق الدولة 

ما يدور في فلك النخبة السياسية بكل تأكيد يختلف عن ما يتحدث به المجمتع من تحديات والاثنان يعيشان تجربة النهج الديمقراطي الذي اصبح عمره يناهز  العشرون عاما في العراق 

النظام الحالي ، نظام مركب بين مفهوم الديمقراطية الناشئة والرسمالية الشمولية والإسلامية المهمشة وما يحصل من مزيج سياسي في تكوين الحكومات يبرهن انها مقيدة بسلاسل زعماء الأحزاب المتسلطة على رقاب الجهات التنفيذية وممتده إلى أيادي الجهات التشريعية ، وفي بعض الأحيان يمتدد نفوذها  إلى الجهات القضائية 

مع شديد الاسف ، الدولة العراقية تعاني من كثرة القيادات السياسية التي تربك القرار والتي دائما ما تكون توافقاتها مبينة على فتح ثغرات في النظام الذي اصبح بمثابة ” جبنة العرب التي تكون مظهرها جميلا وباطنها مليء بالثقوب ” 

يحتاج النظام الديمقراطي في العراق بالمختصر المفيد إلى ثلاثة نقاط جوهرية تكون مركزة  من اجل المصالحة مع المجتمع الذي تزعزت ثقته بالنخب السياسية الحاكمة التي طغى على منهجها المكاسب المؤقته في اغلب الأحيان من خلال الوعود الانتخابية التي تحصل في كل مرحلة من الانتخابات النيابية 

النقطة الاولى التي يحتاجها النظام هي الكلمة الصادقة وللأسف الشديد لم تكون هناك مصداقية في تعامل مع الأحداث التي حصلت في عموم المجالات وعلى سبيل المثال ما حصل في ملف الطاقة الكهربائية التي نعاني منها مع لهيب كل صيف رغم الوعود الحكومية بهذا الخصوص منذ عقدين 

والنقط الثانية التي يعاني منها النظام هي “ضبابة المصارحة ” والتي نعني بها عدم وجود مصارحة واضحة مع الشعب نتيجة كثرة الزعمات السياسية التي تقود السفينة العراقية مما جعلنا نفقد بواصلة اليابسة المثالية التي نحتاج اليها من اجل النهوض بواقع المستوى العام في البلاد 

فيما التقط الثلاثة التي تكاد ان تكون مختفية هي ” العدالة المقنعة ” التي انشائها النظام بسبب حجم الكيانات السياسية التي بيدها لجان  الاقتصادية في عموم مؤسسات الدولة والتي بدورها أصبحت تسحوذ على جميع المشاريع بغية مص الأموال بحجة انجاز المشاريع 

واخيراً سرعان ما ستظهر الحقيقة التي هي بمثابة قرص الشمس ونور البدر في جدران هذا النظام الذي يحتاج إلى تغيير بعض الوجوه التي شوهت تركيبته امام المجتمع من اجل نضوجه في المنطقة العربية والدولية وحصد ثماره التي تأخرت نتيجة قلة الخبرة السياسية .