بعد أن شهد العام المنصرم حراكاً شعبياً تجسد في تظاهرات وندوات ولقاءات وفعاليات شارك فيها عموم شرائح المجتمع العراقي للمطالبة بالإصلاحات على المستوى التشريعي والتنفيذي والقضائي بعد أن تسيّد الفساد في البلاد ونغص على المواطن العراقي عيشته وأمنه الاجتماعي ومهدداً لمستقبل بلده وأجياله, بعد أن تولدت القناعات بهذه المطالب أثر تجارب مريرة على مدى ثلاثة عشر سنة وبعد أن تيقنوا التسويف وعدم الجدية في الإصلاحات رغم الوعود الإعلامية لرئيس الوزراء الجديد رفعوا سقف مطالبهم إلى التغيير والخلاص من الوجوه الكالحة والقلوب السوداء والأيادي السارقة عن قناعة ويقين وضرورة ملحة التي بدورها كشفت الانتهازيين وراكبي موجة تظاهراتهم وتسييرها وفق مصالحهم الحزبية والفئوية والإعلامية الذي أبدى بعضهم إبتداءاً وقوفهم وتضامنهم مع المتظاهرين ومطالبهم بالإصلاح ثم تحولوا إلى أعداء مبغضين ومناهضين للتظاهرات ومهددين لهم ومتسببين في ترهيبهم من خلال عمليات الخطف والاعتقال والاغتيال الذي طال عدداً من الناشطين ,وممن أضطر ركوب موجة التظاهرات وأستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين مرجعية النجف التي أيدت ظاهراً وإبتداءاً الحراك الشعبي والتظاهرات ثم ما أن لبثت أن تنأ بنفسها بعيداً عنهم ولا تذكرهم من قريب أو بعيد بل أنها في أحدى خطبها أيدت وأمضت ضمناً مراهنات ومحاولات وتهديدات الساسة الفاسدين على وأد التظاهرات وعدم الإكتراث بها وشرذمتها والإعتماد على الوقت لتفرقها وتوقفها حين قالت بلسان معتمدها (أن التظاهرات ستعود في وقت آخر بشكل أكبر وأقوى ) !! في حين أن المفروض موقفها يكون أقوى وبتحدي وبتشجيع وحث المتظاهرين على الاستمرار وبأعداد كبيرة !!
واليوم وبعد مضي سنة وقبلها ثلاثة عشر سنة لا يوجد شيء تقدمه هذه المرجعية سوى الأسف وعدم الرضا هذا ما صرحت به في خطبة الجمعة 8-1- 2016! في هذا الموقف الخطير والظرف العصيب وتداعيات الإفلاس وتوقف صرف الرواتب وانخفاض أسعار النفط وإعتراف الساسة أنفسهم
بطوفان قادم لا ينجو منه من أعتصم بجبل من ذهب..لا يوجد شيء عند المرجعية إلا الأسف وعدم الرضا !!
مماطلة وتسويف وكذب ونفاق وتجرأ وإستمرار بالخيانة والغدر والسرقة وضحك على الشعب من قبل ساسة الفساد دون استثناء وتهديد لحياة المواطن وأمنه وأمانه ولقمة عيشه وكرامته تقابلهم المرجعية بهذا الرد البارد الباهت المثلج لقلوب الفاسدين الذين لا يهم سوى جيوبهم ومصالحهم سواء أرضيت المرجعية أم لم ترض َ ! رد باهت لا يقدم ولا يؤخر ولا يجني منه المواطن شيئاً! وماذا بعد الأسف وعدم الرضا ! هل من فتوى هل من تحشيد وحث ونخوة على التظاهر وعودتها بقوة واكبر من قبل كما أدعت سابقاً ! هل نتوقع ذلك وهل يمكن أن يتحقق ذلك أم أنها تكتفي بالأسف وتجرب عاماً آخر من حياة المواطن العراقي بالمطالبة بالإصلاح من نفس الفاسدين في السلطات الثلاث ومن نفس الماكرين والمخادعين , تجرب عاماً آخر على مستوى التسويق الإعلامي فقط ….!!