18 ديسمبر، 2024 10:42 م

ماذا يجري في إيران والعراق؟

ماذا يجري في إيران والعراق؟

تشهد الساحتان الايرانية والعراقية وبصورة غير عادية حالة من الغليان والتوتر ويمکن تشبيهه بالمخاض الذي قد ينجم عن ولادة عصر جديد في کلا البلدين، والذي يجب ملاحظته جيدا وأخذه بنظر الاعتبار، هو حالة التاربط القوية بين سير وإتجاه الاوضاع في البلدين خصوصا وإن کلاهما يخضعان لحکم نظام حکم الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث إن الشعب العراقي صار يعلم جيدا بأن الحاکم الناهي والذي يملك زمام الامور في العراق بيده في الحقيقة والواقع هو النظام الايراني وإن الحکومة العراقية لاتتمکن من أن تقف بوجهها..
حرق القنصلية الايرانية في البصرة من قبل الاهالي الغاضبين بعد أن وصل بهم الحال الى أسوأ مايکون، هو في الحقيقة تأکيد على إن الشعب العراقي يعرف من هو سبب وأساس مصائب العراق، وإن الحکومة العراقية ليس في يدها أي شئ لأن الامور تجري في العراق ومنذ هيمنة النفوذ الايراني عليه بصورة تخدم مصالح النظام الايراني وليس حتى الشعب الايراني حيث إن الاخير متحامل على النظام ويقف بقوة في وجهه منذ إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تقودها منظمة مجاهدي خلق بإعتراف الولي الفقيه نفسه، ويطالب بإسقاطه بعد أن بات يردد شعارات نظير”الموت لخامنئي”و”الموت لروحاني” و”أخجل سيد علي وأترك الحکم”، بمعنى إن هذا النظام هو الان هدف للشعبين الايراني والعراقي على حد سواء بإعتباره سبب آلام ومعاناة ومآسي ومصائب الشعبين.
في إيران وبعد أن صار الشعب الايراني يرفض النظام برمته ويطالب بإسقاطه فإن بروز حديث عزل ومحاسبة المرشد الاعلى خامنئي بإعتباره سبب کل مايعاني منه الشعب الايراني، ووجود حالة تخبط غير عادية في أوساط النظام وإعتراف النظام وعلى لسان روحاني نفسه من إن الشعب الايراني لم يعد يثق بالنظام، فإن التوقعات تزداد بحدوث أحداث وتطورات قد تقلب الطاولة على رأس النظام، وفي العراق ولاسيما في البصرة فإن الشعب العراقي يتابع مايجري في إيران ويعلم أين وصل الحال بهذا النظام وکيف إنه معادي لشعبه ومکروه ومرفوض من جانبه، ولذلك فإن الشعب العراقي الذي يرى هذا النظام مايفعل بشعبه في وضح النهار، يعلم جيدا بأنه إن لم يکن أسوأ مع العراقيين فمن المٶکد ليس بأحسن منهم، ولهذا فإن حالة الکراهية والرفض للنظام الايراني ودوره في العراق آخذة في الازدياد يوما بعد يوم، وحتى إن حرق مقرات أحزاب وميليشيات تابعة له قبل حرق قنصليته في البصرة دليل عملي وحي على ذلك.
مايجري في إيران والعراق، ظاهرة سوف تمتد الى مناطق النفوذ الاخرى لهذا النظام الذي لايمکن أبدا أن يکون هناك أمن وإستقرار حقيقي طالما بقي على الحکم وإن إسقاط النظام الايراني وکما دعت وتدعو المقاومة الايرانية الى ذلك، هو طريق الحل الوحيد والمفيد لإيران والمنطقة والعالم.