الضجة التي خلفتها تصريحات وزير المخابرات الايراني محمود علوي، والتي لمح فيها الى إن النظام الايراني لو إستمرت الضغوط عليه فإنه يلجأ في النهاية لتصنيع القنبلة الذرية، يحاول قادة النظام بمختلف الطرق لملمة آثارها وتداعياتها والتغطية عليها والسعي لتقديم تبريرات بشأنها، وفي هذا السياق، فقد دخل الرئيس على هذا الخط عندما أعلن مدير مکتبه محمود واعظي أن روحاني نبه وزير المخابرات بشأن تصريحاته حول إمكانية تغيير “الفتوى التي تحرم صنع قنبلة ذرية”، هذا فضلا عن تصريحات ومواقف أخرى تسير بنفس السياق والملفت للنظر إنه دائما يکون هناك ثمة إختلاف على هکذا مواقف غير عادية وينبري عدد ليس للدفاع عنها بل وحتى التأکيد عليها، لکن هذه المرة إتفق الجميع على رفض تصريحات علوي وهو أمر غير مألوف ويخفي ورائه الکثير من علامات التعجب والاستفهام.
السٶال الذي يطرح نفسه بقوة هو؛ إذا ماکان النظام الايراني يحرم صنع القنبلة الذرية ولايريدها، فلماذا يسدل ستارا من سرية غير عادية على برنامجه النووي؟ والانکى من ذلك إن هناك ثمة مٶشرات وأمور تشير الى إن النظام الايراني يسير فعلا بإتجاه صناعة القنبلة الذرية، وإن ثمة فتوى هزيلة لولي فقيه يکثر الحديث عن إختيار خليفة له بعد ماشاع ويشاع عن مرضه، لايمکن أن تضع حدا لقلق وتوجس العالم من المساعي المشبوهة للنظام لصناعة القنبلة الذرية.
المشکلة إن هذا النظام وطوال ال 41 عاما الماضية، واظب على إنکار الکثير من الامور والقضايا ولکن ثبت فيما بعد عکس ذلك وعلى سبيل المثال، تدخلاته في بلدان المنطقة وتصديره التطرف والارهاب إليها وتلاعبه بأمنها الاجتماعي، والذي أنکره لفترة ثم عاد بنفسه ليٶکد عليه ويعتبر دوره ونفوذه في هذه البلدان خطا أحمرا غير قابل للنقاش، وحتى إن واحدة من النقاط المثارة للعودة الامريکية للإتفاق النووي هي موضوع تدخلات النظام في بلدان المنطقة.
کما إن إستخدام النظام لسفاراته وممثلياته المختلفة في دول العالم کأوکار لممارسة النشاطات الارهابية والتي فضحتها منظمة مجاهدي خلق مرارا وتکرارا وحذرت بلدان العالم من ذلك، ومع إنکار النظام لذلك غير إن إعتقال الدبلوماسي الارهابي أسدي، السکرتير الثالث لسفارة النظام في النمسا، بتهمة قيادته لعملية إرهابية إستهدفت مٶتمرا للمقاومة الايرانية والحکم عليه بعشرين عاما، أثبت حقيقة کذب النظام ومن إنه يقوم بإستخدام سفاراته وممثلياته کغطاء لتنفيذ نشاطاته الارهابية.
القائمة الخاصة بالشکوك والتوجسات ضد النظام الايراني تطول والاخير يسعى دائما لتقديم تبريرات بخلاف ذلك، غير إن هذه التبريرات سرعان ماتصبح مجرد فقاعات عندما يقوم النظام بنفسه بتأکيد ذلك!