الدنيا فيها (4300) دين , والأكثر إنتشارا منها (22) , فليس مهما ماذا تعبد بل الأهم كيف تعبد , فالمفاضلة بين الأديان بالكيفية وليس بالمعبود , فالذي يعبد بقرة , فأرة , ثعلبا , شجرة أو صخرة , ويتصرف بمنتهى الإنسانية والرحمة والأخوة والرأفة , أفضل من الذي يعبد غير ذلك , ويتصرف بهمجية وعدوانية على حقوق الآخرين.
فالدين المعاملة والدين النصيحة , والذي يجهل المعاملة الصالحة ليس من أصحاب الدين , وإنما دينه ما تسوّل له نفسه.
قد يغضب الذين يرون دينهم هو الدين , وربهم هو الرب الذي لا معبود سواه , وتصرفاتهم يندى لها جبين الشياطين.
وربما سيكفّرون ويزندقون , لأن المغالاة والتطرف يسري في عروقهم , ويهيمن على وعيهم القطيعي , الممهور بالسمع والطاعة والتبعية , والخنوع المطلق للذي يقلدونه ويرونه هو الرب والدين.
ترى لماذا الأديان متعددة؟
هل لأنها أحد مبررات الإختلاف وإذكاء الصراعات بين البشر؟
مالفرق بين المخلوقات التي تأكل وتقاتل أبناء نوعها , وبين ما يجري في عالم البشر من سلوكيات ممهورة بدين؟
يبدو أن الأديان برغم كل ما تتظاهر به , تحرر النفس الأمارة بالسوء من قبضة الروادع , وتطلقها حرة معبرة عن وحشيتها السافرة وإمعانها بالنيل من غيرها بعنفوان سقيم.
فالبشرية قتلت من أبناء جنسها الملايين تلو الملايين بإسم الدين , والعجيب في أمر الأديان أن أبناء الدين الواحد بتقاتلون ويبيدون بعضهم إلا فيما قل وندر , ولا يوجد دين نجا من الصراعات البينية وسفك الدماء الفظيع بين المنتمين إليه.
فالأديان لكي تبقى وتتواصل في هيمنتها على البشر , عليها أن تكون سببا مهما لإذكاء الصراعات وسفك الدماء!!
فهل حقا هذا هو هدف الأديان فوق التراب؟!!
و”الدين يعصم”!!
د-صدق السامرائي