الادارة الامريكية في السياق العام اللا استثنائي فيها جناحان جناح الديمقراطية التي تسعى الى تجزئة علنية على اساس اثني وطائفي للمنطقة وتعمل على ادخالها في حروب اهلية مستنزفة خدمة لامن اسرائيل ورعاية للمصالح الامريكية خاصى تجارة السلاح والجناح الاخر هو الجمهورية وهو يسعى الى الفوضى الخلاقة مع بقاء الدول موحدة ضعيفة تعاني ازمات مزمنة وصراعات عنيفة دون حسم. ما حدث في العراق وما يحدث الان هو وضع استثنائي لم يكن بالحسبان بشكل دقيق ،حيث تغيرت المواقف الامريكية واصبحت استثنائية الا انها حافظت على القواسم والثوابت العامة والمشتركة في اتباع سياسة فرق تسد ومنها دعم ان الجماعات التكفيرية والمتطرفة التي تسعى في ظل الدعم من بعض الدول والحكومات في المنطقة لعرض صورة عنيفة عن الاسلام والتخطيط حتى لتقسيم بعض الدول الاسلامية لانها تخوض حربا بالنيابة عن امريكا واسرائيل ،لذا لا نرى اي جدية في القضاء على داعش سواء في العراق ام في سوريا، اما بالنسبة الى المواقف الاخيرة المعلنة لادارة اوباما بشأن قضايا المنطقة ابتداءا من الملف الايراني مرورا برفض قرار الكونغرس الامريكي في تسليح الاكراد والسنة دون موافقة الحكومة العراقية المركزية في بغداد وانتهاءا بالصمت عن تدخل الحشد الشعبي في معركة الانبار فانها تاتي في اطار لعبة التوزانات من اجل التقليل من النفوذ الايراني بحسب التعبير المتدوال في الاوساط الامريكية ومرورا بمحاولة الحصول على حلفاء من الاصلاحين في الحكومة الايرانية لاجل التقليل من دور الحرس الثوري في دعم قوى المقاومة في المنطقة وانتهاءا بمحاولة كبح جماح داعش والسيطرة عليه وتحديد دوره لحين ايجاد بديل سني يؤسس رقليم سني انفصالي ، وليس من المستبعد وجود مؤامرة في معركة الانبار للقضاء على الحشد وعلى دور المقاومة في التحرير واعاقة الانتصار على داعش من خلال ضرب قوة المقاومة وارسال الامدادات الى داعش وتامر سياسي واعلامي بل ولوجستي استخباراي للابقاء على قوى الارهاب حتى وان كانت ضعيفة ، فضلا عن الانهيار السياسي والاقتصادي الضاغط على الحكومة العراقية وتنشيط خلايا الارهاب النائمة واختراق الاجهزة الامنية .