22 نوفمبر، 2024 7:36 م
Search
Close this search box.

ماذا وراء زيارة السيد الرئيس الى ” المتنبي ” !

ماذا وراء زيارة السيد الرئيس الى ” المتنبي ” !

وكأنَّ المِلَل والنحل متّفقة على الخلل .! او على رأيٍ موحدٍ مسبق دونما تمحَص وتمعّن وتبصّر ! , فكلّ الذين تزامن أن التقيتهم ” مصادفةً وبدون تصادف ” من اصدقاء وزملاء وغرباء بعد ظهيرة يوم امس ” والعصر والمغرب والعشاء .! ” وليلاً ايضاً أجمعوا جميعهم أنّ زيارة الرئيس برهم صالح الى شارع المتنبي قد كانت لأغراضٍ دعائية إنْ لم تكن استعراضية .!

وحقّاً تدهشني هذه الأحكام الأستباقية وسرعة إطلاقها , وحتى عدم إعطائها او منحها بُعداً ثانياً ” على الأقل ” ولو افتراضياً .!

تبدو لنا جليّاً ” سيّما في ميدان ” الإعلام ” ولاسيّما ايضاً من خلال معرفة مسيرة والسيرة الذاتية – السياسية للسيد صالح , أنّ زيارته لىشارع المتنبي كانت محمّلة بعناية لبضعة رسائل في آنٍ واحد , وأنّ جولته هذه كانت مدروسة ومخططاً لها منذ عدة أيام ولربما اكثر قليلاً , أمّا الفحاوى والعناوين غير المرئيّة ” للبعض ” لهذه الرسائل : –

A \ الرئيس برهم صالح اصطحب معه حرمه السيدة د. سرباغ صالح ” وهي رئيسة جمعية التنوع النباتي في الأقليم , والناشطة في مجال حقوق النساء ” , والسيدة سرباغ لا ترتدي الحجاب ولا النقاب ولا العباءة الأسلامية او التقليدية , وهذا أمر اكثر من طبيعي واعتيادي << وكان سائداً بكثرة ووفرة لأغلبية الفتيات والنسوة العراقيات في العاصمة ومراكزالمحافظات منذ النصف الأول للقرن الماضي والى غاية تسعينيات القرن تقريباً وتأثيرات الحصار على ذلك , ثمّ تضاعفت نسبة النقاب والحجاب ومرادفاتهما بعد الأحتلال وقدوم الأحزاب الأسلامية , وبلغَ حدّاً أنّ الكثيرات صرنَ يرتدينَ اغطية الرأس هذه خشيةً من تعرّضهنّ لنبال النقد ولأكثر من ذلك كذلك .! >> , وكان بمقدور الرئيس زيارة المتنبي بمفرده , لكنّ اصطحابه لقرينته تعني – فيما تعني موقفاً ونهجاً علمانياً – اجتماعياً ونقيّاً بالضد من ممارسات احزاب الأسلام السياسي وتشددها وتطرّفها , ويضاف لذلك أنّ ” السفور ” حالةٌ طبيعية للكثيرات من نساء كردستان ومحافظاتها .

B \ جولة رئيس الجمهورية في شارع المتنبي تحديداً ” دون سواه من شوارع ومناطق ومعالم العاصمة ” , وهي ثاني زيارة له خارج المنطقة الخضراء بعد تفقّده لمحافظة البصرة ومعضلاتها التي الهبت الوضع السياسي في العراق , والتي لعلّها ساعدت على إسقاط العبادي الذي حرّر القطر من الدواعش , فهذه الجولة تعني بلا شكّ التفاتة حادّة نحو الحالة الثقافية المتردية في البلاد والتي يهدف الرئيس الى وضعها في اولويات اهتماماته ويقدّمها على غيرها . وبالرغم مما تتعرّض له وزارة الثقافة من النقد اللاذع في وسائل الإعلام والنخب الأكاديمية وخصوصاً من اتحاد الأدباء والكتّاب واعتراضاتهم على الوزير الحالي وادارته وطاقمه , فلعلّ السيد الرئيس يقصد تفهّمه وتجاوبه لذلك , ولربما يقصد ” افتراضاً ” دعماً غير مباشر للوزير فرياد رواندزي والسيد فوزي الأتروشي , ومن الصعب الجزم في ذلك , لكنه ايضاً اذا ما كانت اية اهدافٍ مزدوجة لولوج السيد برهم صالح لعالم الثقافة عبر بوابة ” المتنبي ” الرمزية , فنكاد نجزم بأنها بالضد من ترشيح السيد وجيه عباس < كتلة صادقون – حركة عصائب اهل الحق > لتبوؤ منصب وزير الثقافة , وهو يحظى بنسبةٍ كبيرةٍ من الرفض في العديد من الأوساط الأعلامية والجماهيرية , ولا نقول جميعها !

C \  يبدو من زيارة الرئيس برفقة عقيلته يوم امس الجمعة الذي يشهد تجمعاً جماهيرياً – ثقافياً في نهاية كلّ اسبوع , أنّه تعمّد أن يكون توقيت زيارته هذه قبل اعلان الحكومة الجديدة وصراع الكتل الحزبية على ترشيح اعضائها في وزاراتٍ محددة مسبقاً وكأنها مشروطة .! , كي يتفهّم هؤلاء ويحاولون فكّ رموز توجّهاته ورسالته او رسائله …

وللمرّة الألف وواحد , نعود ونعيد التذكير بأنّ ما نذكره او نتعرّض له عن رئيس الجمهورية والرئاستين الأخريتين وحتى سواهم , فمن المحال أن يدخل في خانة الثناء والمديح , وهذا ليس ديدننا ..

 

أحدث المقالات