22 ديسمبر، 2024 11:53 م

ماذا وراء انطلاق معركة الفلوجة؟

ماذا وراء انطلاق معركة الفلوجة؟

انطلاق معركة تطهير الفلوجة بخلاف كل التوقعات ورغما عن انف الادارة الاميركية التي سعت كثيرا وطويلا على تعطيل وعرقلة حسمها وكررت حديثها السمج عن اولوية تطهير مدينة الموصل على الفلوجة رغم ان الموصل تبعد اكثر من 400 كم عن مدينة بغداد ولا تشكل تهديدا امنيا على العاصمة ولا تقع في مجالها الأمني والاستراتيجي الحيوي بل ولا تشكل بوضعها الحالي أي خطورة او تهديد امني حيوي محتمل حتى على المدن المحيطة بها. 
الادارة الاميركية ما ان علمت بحسم قرار تطهير الفلوجة حركت قطعانالتكفير لتفجير مدينة الصدر والكاظمية وغيرهما من مناطق بغداد وعملت علىتعميق الازمة السياسية وارباك عجلتها المتخبطة اصلا والدفع بها نحونهايات مفتوحة على عدة احتمالات فضلا عن الضغط الدائم على رئيس الوزراءالعراقي!. فما الذي جرى حتى يتخذ قرار تطهير الفلوجة من الدواعش وعصاباتالنظام الصدامي البائد وما خلفيات هذا القرار باختصار:
1/ الرغبة الكبيرة والعارمة لفصائل المقاومة والحشد الشعبي بتطهيرها بعدان اكدت المعلومات والقراءات المتواترة مسؤوليتها المباشرة عن التفجيرات وتهديدها الدائم للعاصمة بغداد ومحيطها. 
2/ رغبة محور المقاومة في تسديد ضربة لمحور العدوان الصهيو اميرك وهابي الذي خلق معادلة وصيغة معينة في سوريا منعت تحرير محافظة حلب فكان الرد المباشر في الفلوجة فالمعركة هي معركة ارادات وصراع عقول استراتيجية ولعبة جر حبال في عدة ساحات مترابطة ومن السذاجة الكبيرة فصلها عن بعضها البعض. 
3/ توجيه ضربة كبيرة لمشروع الدويلة السنية – اساس المشروع المعادي – التي تتمدد على غرب العراق وشرق سوريا وخلط الاوراق من جديد وحماية العاصمة بغداد والتمهيد لنهاية داعش في العراق وتفكيك المعادلات الحاكمة على معارك سوريا التي عطلت وقيدت محور المقاومة من المضي بخياراته. 
4/ قناعة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي بعدم قدرته على ثني إرادة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية عن خوض المعركة وحاجته الماسة لخلق جو ” وطني ” جامع وبيئة صحية للخروج من عنق زجاجة الازمة السياسية الحالية والتحول الى بطل وطني يعلن ساعة الصفر ويتواجد بين قيادات الجيش العراقي في محيط الفلوجة بالزي العسكري لجهاز مكافحة الارهاب.
5/ حالة التشظي في ساحة دواعش السياسية المحليين وعدم قدرتهم على توحيد صفوفهم والقيام بعملية حرب سياسية واعلامية هائلة كما حدث مع عمليات صلاحالدين.
6/ محاولة الساسة الدواعش التخفيف عن تحميلهم مسؤولية استجلاب داعشوسعيهم لإلقاء التهمة على اهل الفلوجة لتخفيف الضغوط عليهم.  7/ توجيه ضربة كبيرة لمؤتمر باريس للمعارضة السنية البديلة لداعش الساعي لبلورة صيغة وموقف موحد للتعامل مع واشنطن سياسيا وامنيا وعسكريا واقتصاديا بعيدا عن حكومة المركز وتمهيدا لفصل الانبار والموصل لاقامة الدويلة السنية.
المعركة محسومة بحسب المعلومات والمعطيات الاولية.