19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

ماذا وراء الاحتلال التركي للعراق ؟

ماذا وراء الاحتلال التركي للعراق ؟

أوردغان في مصر ، في سوريا ، في ليبيا ، في العراق !! شيطان في قلب رجل ، يعتاش على الأزمات الدولية ، لا يفهم لغة الحوار والدبلوماسية  ، داعشي بامتياز !!
يبدو ان المفاجآت أصبحت سمة العراقيين في هذا الزمان ! فلا يمر يوم الا ونسمع فيه شيء غريب أو حدث غير معقول ! فقد كشف مصدر امني في محافظة نينوى اليوم السبت أن الاسايش الكوردية اعتقلت المتحدث باسم الحشد الوطني في نينوى محمود السورجي الذي أعلن وصول القطعات التركية الى معسكر الحشد الذي يقوده أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق ، وكان السورجي قد أعلن أمس عن وصول فوجين من القوات العسكرية التركية إلى معسكر الحشد في معسكر زيلكان بقضاء الشيخان شمال الموصل مرورا بمحافظة دهوك بعد الاتفاق الخياني للثالوث المشؤوم ، اوردغان ، مسعود البرزاني وأثيل النجيفي !! وسط  تبريرات تنم عن أحقاد مدفونة تستبشر بمشروع سياسي قادم يرتكز على نقاط أساسية  وهي .. 

ان العراق دولة ضعيفة ويعاني  من الانقسامات والصراعات الداخلية وتعدد الولاءات وحكومته غير قادرة على استخدام الخيار العسكري لطرد القوات التركية “

وان الرئيس أوردغان المدعوم بالمال الخليجي هو من أسقط الطائرة الروسية الشهر الماضي بعد اختراق اجوائها لـ17 ثانية فقط , بدوافع اختلف فيها المفسرون ؟ وان كنت شخصيا  أميل الى ان الرئيس المغمور أوردغان تم توريطه في لعبة سياسية خطط  لها من قيادات حلف الناتو !! كما تم توريط الرئيس المقبور صدام في غزو الكويت !! وبغض النظر عن النوايا والتحليلات فان ذلك لم يتم الا بدوافع القوة وابراز العضلات ، وهو الشيء الذي لا يمتلكه العراق في الوقت الحاضر وحتى لو كان في موضع القوة فانه لن يستطيع الرد لانه فاقد الارادة وقراره السياسي مصادر !! واني أجزم ان من يدعو من القوى السياسية اليوم الى ضرب القوات التركية فهو متوهم ؟ أو لا يفقه أبسط ابجديات السياسة ! أو انه أحد المتورطين  في مؤامرة الاحتلال التركي !! 

وأخيراعلينا أن لا نغفل ان تركيا تحاول خلط الاوراق للمارسة المزيد من الضغوطات السياسية والأمنية والاقتصادية  على روسيا  من خلال الملف السوري والعراقي , لجر التحالف الدولي الى صراع مع موسكو , وهو ما يبدو مستبعدا في الوقت الحالي لوجود تقارب واتفاقيات بين اوباما وبوتين “

ان الاحتلال التركي اليوم للعراق لم يأتي عبثا ، فهو أمر دبر بليل وبتوافقات سياسية داخلية وخارجية ، وان قوات درع الجزيرة على أهبة الاستعداد للدخول في الرمادي لمحاصرة أبناء الحشد الشعبي ، ومن غير المستبعد أن يتكرر نفس سيناريو المشهد اليمني !؟ وبالتالي هو تمهيد لتقسيم العراق بتوافق دولي ، وعليه يجب على التحالف الوطني ورئيس الحكومة الدكتور العبادي اتخاذ زمام المبادرة بملاحقة دواعش السياسية وتقديم الجوقة النجيفية الى العدالة ، والاسراع بدعم الحشد الشعبي المقدس  والاستعجال في اتخاذ القرارات السياسية والمصيرية بثبيت الحقوق المشروعة للاغلبية ، لان العراق واقع في شرك الأعداء لا محال وهو قاب قوسين أو أدنى بين التقسيم او الفيدرالية على الطريقة الكردية في أحسن الأحوال !