27 ديسمبر، 2024 2:37 ص

ماذا نريد وماذا نحتاج

ماذا نريد وماذا نحتاج

ربما يكون ما نريده أو نرغب فيه شرا لنا وضارا بنا وبحياتنا، خاصة تحت تأثيرات واقع فاسد أو بيئة ضآلة عما هو حق وصواب وخير ونافع!
وربما يكون ما نريده أو نرغب فيه أو نهواه ونشتهيه ليس ما نحتاجه حاجة حقيقية!
غالبا ما نقتني أشياء لا نحتاجها ، نقتنيها لأسباب عديدة متداخلة متفاعلة: الخوف ، الطمع، العادة ، تحصيل السمعة، التخلص من الانتقاد أو التعيير !
وربما يتحول الإقتناء إلى إدمان ومرض!
مانحتاجه في الحقيقة هو ما ينفعنا منفعة حقيقية ويلبي حاجات حقيقية لنا !
ومايزيد عن ذلك يتحول ضررا وآفة من حيث الفرد أو الجماعة!
الإرادة وكذلك الرغبة قد تكون صحيحة ونافعة أو خاطئة وضارة، حسب الأشياء المرادة والمرغوب فيها!
حاجات الجسد وحاجات النفس ومنها العقل ، قد تتفق وتتلاءم وقد تختلف وتتضارب! كما أن حاجات الجسد قد تتفق أو تختلف فيما بينها ، وقد تختلف ، كذلك حاجات النفس!
تقول الحكمة العامة ” الحاجة أم الإختراع “! والحقيقة أن الإختراع هو أيضا ” أم ” الحاجة! وربما بدرجة أكبر!
فكما أن الحاجات والرغبات تصنع الأشياء ، كذلك الأشياء تصنع الحاجات والرغبات!
وباستخدام الحاجات والرغبات المختلفة الأشكال، يحول التجار الناس إلى سلع أو أدوات استهلاك ، كذلك يحولهم الطغاة والسلطويون إلى أدوات خدمة أو حطب حروب وصراعات ، باستخدام الحاجات والرغبات؛ حيث القدرات كبيرة والموارد وفيرة والدراسات محكمة والخطط جاهزة والإجراءات نافذة!
وكلما تطورت الحياة والمجتمعات، وتحققت الإبداعات وازدادت الاختراعات ، وتقدمت التكنولوجيا، ازدادت الحاجات وكثرت وتداخلت وتعقدت، بعد أن كان ينبغي أن تقل وتتبسط! بالتطورات والابداعات والاختراعات!
لكن صارت الحاجة إلى الوهم أقوى عند الإنسان من الحاجة إلى الحقيقة!والأوهام تلد الأوهام وتصنعها وتنتجها وتزينها وتظهرها كحقائق، عظيمة وجميلة!