كما توقعنا في بداية تناولنا لهذا الموضوع الذي كان وما يزال البعض يعتبره خط أحمر وحساس للغاية … بل وحكراً لكل من له حظ وشأن عظيم , ولا يمكن الاقتراب منه , ناهيك عن توجيه وكيّل الاتهامات الجاهزة من قبل بعض المتملقين والمتسلقين والانتهازيين الذين يميلون حيث تميل الرياح .
نعم .. شخصياً أدرك وأعي تماماً بأن الخوض في مثل هكذا أمور ومواضيع سيبدو غريب نوعاً ما , خاصة في مثل هكذا ظروف قاهرة ومرحلة عصيبة يمر بها الوطن المستباح والشعب المذبوح .. بل .. ويولّد طرق باب حزب البعث وقادته بما لهم وما عليهم .. لدى السواد الأعظم مؤيدين ومعارضين نوع من الحكة والحساسية ؟!, وربما نوع من الدهشة والصدمة والاسغراب !, ناهيك عن سرعة اصدار الأحكام واتخاذ القرارات واطلاق الاتهامات جزافاً , لكل من يتقرب أو يتناول مثل هكذا أمور ومواضيع ظلت حكراً على فئة معينة من المقربين للحزب فقط !؟, وبعض الانتهازيين الذين لا هم لهم سوى الحمد والتسبيح حسب الظروف والمعطيات , وحسب بورصة الربح والخسارة !, مرة أخرى نؤكد وللمرة الألف كعراقيين مخلصين لأمتنا ولعراقنا وللشرفاء والمخلصين من أبناء شعبنا ومن قادة ورموز النظام السابق .. وهم بالمناسبة كثر … لا نمانع أو نعارض عودة حزب البعث العربي الاشتراكي للسلطة بدماء جديدة وبـ قائد حازم شجاع .. ولا ضير أن يكون ديكتاتورعلماني عادل لا يخاف في الحق لومة لائم , بشرط أن يكون سياسي محنك من الطراز الأول ؟!, أفضل مليون مرة من حاكم يتخذ من الدين والمذهب غطاء للسرقة والعمالة والخيانة , كما حصل لنا بعد عام 2003 من مآسي وكوارث بسبب وصول أو صعود الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني . عادي وطبيعي جداً .. عندما يتم التعامل مع مثل هكذا أمور ومواضيع كما أشرنا أعلاه … نرى البعض يصاب بنوع من الحساسية , وبعضهم بالهستيريا الغير مبررة .. ومن المُسلّّم به أيضاً يتشنج ويمتعض البعض , وتنهال الاتهامات على كل من يقّحم نفسه أو يقتحم الساحة, ويؤشر على بعض أخطاء الحقبة التي كانت سائدة ما قبل الاحتلال .. أي حقبة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي بما له وما عليه !, ولكن بالرغم من كل ما شاب تلك المرحلة , بات اليوم القريب والبعيد والعدو قبل الصديق والمعارض قبل المؤيد … يقر ويعترف بأنه … أي حزب البعث يعتبر باني مجد وحامي حمى العراق من الأخطار الداخلية والخارجية منذ عام 1968 وحتى عام 2003 , بلا أدنى شكك وبلا منازع .نعم .. انتقدنا وننتقد وسنبقى ننتقد كائن من يكون عندما يخطأ , وشخصنا االخونة والانتهازيين ومن خان الأمانة قبل الاحتلال , وعبرّنا عن آرائنا بكل صراحة وصدق , ولكننا في نفس الوقت , عندما أيقنا بأن الخطر داهم وأن المستهدف هو الوطن والشعب , وقفنا بكل شموخ وكبرياء العراق وبكل ما نملك من قوة , وجاهدنا بأنفسنا وأموالنا , ودافعنا دفاع الصحابة الأوائل عن العراق وشعبه ونظامه الوطني في المحافل الدولية , وكل شيء موثق لدينا ولله الحمد … وتصدينا بكل بسالة وشجاعة ومازلنا وسنبقى متصدين للاحتلالين وأدواتهم , ودفعنا ومازلنا ندفع ضريبة عالية وباهضة الثمن إزاء كل هذه الموقف الثابتة والرصينة .. ولا ولن نحيد أو نتزحزح عن قيمنا ومبادئنا قيد أنملة . فبما لا يقبل الشك أنت اليوم .. كعربي أو كعراقي في كلا الحالتين شئت أم أبيت متهم , فعندما تذكر حسنات تلك الحقبة, تجد أن من اكتووا بنار البعث وقراراته الصارمة , يوجهون لك سهامهم وأصابع الاتهام .. بأنك بعثي – صدامي – عفلقي !؟, وإذا انتقدت الحزب وقادته وبعض قراراته الخاطئة .. توجه لك أصابع الاتهام وسهامهم .. بأنك عدو وعميل وصاحب أجندة .. ألخ من الترهات والأتهامات الباطلة التي لا تعد ولا تحصى , وقد لمستها شخصياً , واستشعرت بالبعض منها عن بعد في بعض الردود والتعليقات المتشنجة , والمقالات , وتوجيه النصائح , والتحذير للبعض من هكذا طروحات !؟, بل وأحجم البعض عن نشر ما يجود به فكرنا وقلمنا على مواقعهم البعثية !؟, ولهذا نود أن نُعّلم الجميع بأن هذا لا يهمنا ولا يثنينا ولا يعنينا بشيء أبداً , بل يزيدنا ثباتاً واصراراً على قول كلمة الحق .. لأن العراق وشعبه أكبر وأسمى من الجميع , ولن ولم نختزله بقومية أو طائفة أو حزب أو قائد مهما علا شأنهم أو شأنه …
لسنا نحن من قال ويقول بأن حزب البعث بعد العام 1979 لم يكن سياسياً ودبلوماسياً في اتخاذ القرارات المصيرية , بل يقولها البعثيون والقادة الكبار أنفسهم وعلى رأسهم السيد نائب الرئيس عزة إبراهيم الدوري , وقالها أيضا السيد وزير الخارجية ناجي صبري , والأمثلة كثيرة ولا تعد ولا تحصى , نعم .. لقد كانت بعض القرارات تتخذ بشكل متسرع وربما بشكل عفوي وغير محسوبة النتائج بسبب بعد الرؤية السياسية , بالرغم من تسارع الأحداث وتعاظم وتفاقم حجم المؤامرات التي كانت تحاك ضد نهضة وتقدم وبناء واستقرارالعراق , وكانت تستهدف أيضاً قيادته الوطنية بالصميم , وعلى رأسهم الرئيس صدام حسين , الذي تم استراجه بكل سهولة وايقاعه في مصائد ومكائد الأعداء التي لا حصر لها , وعلى رأسها مكيدة ومصيدة وفخ الكويت القاتل كما أسلفنا سابقاً !؟, الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله , وبشهادة أعدائه قبل محبيه ومؤيديه وعلى رأسهم ” محمد باقر الحكيم ” العدو والخصم اللدود للبعث وللرئيس الراحل , الذي قال حرفياً في أحدى لقاءاته … صدام حسين قائد عظيم , ( شخصياً سمعته منه ) , نعم لقد كان زعيماً وقائداً وشجاعاً وعادلاً وعروبياً قومياً من الطراز الأول , لكن للأسف الشديد لم يكن أبداً سياسياً أو دبلوماسياً !, وكان لا يجامل ولا يداهن ولا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم مهما كلف الأمر , وكان يمقت الخونة والعملاء والجواسيس ويُنّزل بهم أقسى وأشد العقوبات , ولا تأخذه بهم أي رحمة أو شفقة أو رأفة أبداً , وله مقولة شهيرة يقول فيها :- ( لو خانني أصبعي هذا.. لقطعته )) !, الراحل صدام حسين .. لو كان ضليع في فنون السياسة وخباياها ودهاليزها , ولو لم يراهن على أحصنة خاسرة لا حصر لها , خلال فترة تعرض العراق للأزمات والتحديات التي واجهته منذ عام 1980 , وما تلاها من أزمات ومواجهات مع أمريكا ومن وراءها الكيان الصهيوني , ناهيك عن الدهاء والخبث الفارسي , لما حصل لنا ما حصل , أو على أقل تقدير كان بالامكان أن يكون الضرر أقل مما هو عليه الآن .
من هنا .. وبدون الدخول في متاهات الحسنات والسيئات لحزب البعث وقادته … لكن الشيء بالشيء يذكر .. في لقاء متلفز مع الشاعر العراقي الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في أحدى لقاءاته وحديثه عن الرئيس الراحل الذي كان يكّن له كل الحب والمودة والاحترام , وظل وفياً ومخلصاً له حتى بعد اغتياله على يد عملاء الاحتلالين وأسيادهم , وظل ينعاه ويواسي أنصاره ومحبيه , ومستذكراً له ولمواقفه البطولية طيلة السنوات التي تلت عام 2006 , أي بعد استشهاده , وحتى أن وافته المنية قبل أقل من عام في ديار الغربة 8 تشرين الثاني 2015 , تحدث الراحل عبد الرزاق عن الشهيد صدام حسين , بأنه رحمه الله لم يكن سياسياً !؟, وهذا نص ما قاله عنه رحمهم الله جميعاً… (( لا أبو عدي أنت مو سياسي .. لو سياسي ما صار بينه هيج )) , وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يتعلمها من سيأتي لحكم العراق , ولنتعلم ونستفيد منها جميعاً … السياسة كانت وما تزال وستبقى ” فن الممكن ” , ولكن جلَّ من لا يخطئ … وللحديث بقيـــــــــــــــة لمشاهدة نص المقابلة يرجى الضغط على الرابط أدناه … https://www.youtube.com/watch?v=isbS6UUHWpg