يقول المثل الانكليزي “A lewd bachelor makes a jealous husband “,أي ان الاعزب اللعوب سيكون زوجا غيورا ,وهو مثل ينطبق كثيرا على الاشخاص الذين يمتهنون عمليات التنقل بين احضان اجهزة الاستخبارات,فشخص مثل المالكي تربى في احضان الاستخبارات الايرانية والسورية واجهزة استخبارات اخرى لا نعلمها وقضى جلّ حياته متخفيا يتوجس من ان تتخطفه اجهزة الاستخبارات الصدامية ا وان تلتقط له صورا مخلة ا وان تسجل له بعض الحوارات السرية لا يمكن ان تغيب عن باله فكرة ان يزرع كاميرات خفية ومسجلات في مكاتب خصومه بل وحتى في مكاتب اصدقاءه بل وربما حتى في سرير زوجته وغرف اولاده لكي يبتزهم في ساعة العسرة!,فالذي يعرف كيف يلصق العبوات في سيارات الناس يكون اشد الناس حذرا عندما يركب سيارته!.
تسريب اشرطة مصورة من داخل مكتب الهاشمي تدين المالكي واستخباراته اكثر مما تدين الهاشمي نفسه,فبامكان الهاشمي ان يصرح مباشرة بانه لا علم له بشان هذه الكاميرات وان يتهم المالكي بانه هو من كان قد وضع تلك الكاميرات وعندها سوف ينقلب السحر على الساحر ,خصوصا عندما يكتشف اياد علاوي ورافع العيساوي واسامة النجيفي واخرين بان مكاتبهم مليئة بمثل تلك الكاميرات ترصد كل حركاتهم وسكناتهم اول باول,مثلما سيكتشف مقتدى بعد ايام ان هنالك ثلاث كاميرات مراقبة تسجل كل شاردة وواردة وترسل نسخة منها الى ايران ونسخة الى المالكي ونسخة الى عمار الحكيم!!.
تحليل علمي بسيط لحادثة تسريب هذه الاشرطة يعني وجود ثلاث احتمالات وهي :اما ان الهاشمي هو من وضعها,واما ان المالكي هو من وضعها(وهذا يشمل الاستخبارات الايرانية ),واما ان الامريكان هم من وضعوها.
فاذا افترضنا ان الهاشمي هو من وضعها ,عندها نتساءل لماذا لم يقم الهاشمي باتلاف او حمل تلك الافلام معه وهو يعلم خطورة وسرية تلك الافلام واثرها عليه ان تم العثور عليها خصوصا وانه كان يملك الوقت الكافي لحملها معه,فعملية مداهمة مكتبه لم تجر الا بعد ان سافر الى كردستان؟.كما ان بعض اللقطات التي يظهر فيها الهاشمي وكيف يقف امام الكاميرا توحي بانه لا يعلم بوجود الكاميرا,ولا اشك بان الكاميرا كانت مزروعة في احد المرايا الموجودة في مكتب الهاشمي او على الاقل مزروعة في تحفية او قطعة مكتبية لها وجه صقيل ومرآتي.
الاحتمال الثاني ان يكون المالكي وايران هي من زرعت تلك الكاميرات,وهذا امر وارد جدا خصوصا ونحن نعلم ان مكتب اجهزة التجسس قد ابحت متطورة بشكل كبير وان التقنيات الحديثة مكنت الجواسيس من زرع اجهزة التنصت والكاميرات حتى في رؤوس الدبابيس,وبالتالي فليس من الصعب على المالكي ان يزرع اجهزة تنصت في مكتب الهاشمي خصوصا وانه يملك الان جهاز الاستخبارات العراقي بكل ما زودته به امريكا من تقنيات واجهزة تجسس.ولا استبعد ان يكون المالكي قد زرع من امثال تلك الاجهزة في غرف نوم الكثير من النواب (من كلا الطرفين خصومه واخوانه) وانه يملك المئات من الافلام الغير اخلاقية والتي يبتزهم بها,وهو احد الاسباب التي تفسر لنا سبب انحياز محمود المشهداني واحمد عبد الغفور السامرائي وعالية نصيف جاسم وكثير غيرهم الى جانب المالكي رغم انهم كانوا من اشد المعارضين له!.
الاحتمال الثالث ان تكون امريكا هي من وضعت تلك الكاميرات خصوصا وان مكتب الهاشمي يقع في المنطقة الخضراء,ونحن نعلم ان تلك المنطقة خاضعة بالتمام والكمال لسلطة الادارة الامريكية واستخباراتها,ولا يعقل ان تغفل الاستخبارات الامريكية التجسس على امثال الهاشمي,رغم ان السؤال يبقى ان كانت امريكا هي من سجل تلك الافلام فلماذا سربتها الى المالكي؟؟,هل لانه “رجلها” و”رجل” ايران في العراق كما اعترف مقتدى الصدر مؤخرا؟؟.
لكن قد يطرح سؤال منطقي وهو :من المعلوم ان أي شخص من في العملية السياسية الحالية وخصوصا من الرؤوس الكبار يعلمون جيدا بامكانية ان تكون مكاتبهم مراقبة ا وان توضع لهم اجهزة تجسس او حتى او توضع لهم متفجرات,ولهذا نحن نعلم بان اغلب الوزراء عندما يستلمون وزاراتهم فانهم يستقدمون فرق متخصصة بكشف المتفجرات واجهزة التجسس لتفحص الوزارة مخافة ان يكون الوزير السابق قد وضع متفجرات او اجهزة تجسس في الوزارة قبل ان يتركها!.وعلى هذا الاساس نتساءل هل يعقل ان الهاشمي لم يقم بفحص مكتبه بامثال هذه الفرق لمعرفة ان كان هنالك من وضع له تلك الكاميرات؟؟.
والجواب على هذا يكون اما ان اجهزة التجسس التي في مكتب الهاشمي كانت متقنة وتم وضعها بشكل يصعب معه على فريق الهاشمي اكتشافها لتقنيتها العالية,ا و ان هذه الاجهزة وضعت بعد ان استلم الهاشمي المكتب واجرى الفحص الدوري عليه,ولذلك استطاعت تسجيل بعض الافلام فقط وليس كلها(يستطيع أي شخص ان يدخل مكتب الهاشمي بحجة انه ضيف ثم يضع تلك الكاميرا بسرعة كان يثبتها في قطعة اثاث او أي مكان اخر,علما ان مكتب الهاشمي كان يعمل فيه الكثير من الشيعة لذلك لا يستبعد ان يقوم هؤلاء بمثل هذه العملية).
لكننا وبغض النظر عمن وضع تلك الكاميرات او من تجسس على من ,فمن حقنا ان نساءل القضاء العراقي اولا:هل يحق للمالكي تسريب مثل تلك الاشرطة وهو ما زال في طور “الاتهام”؟؟.
ثم نوجه سؤال اخر للمالكي وهو:هل من الرجولة والشرف ان تسرب تلك الاشرطة وانت تعلم ان الامريكان لديهم من الاشرطة ضدك ما يفوق ما سربته عن الهاشمي؟؟.الا يعتبر تسريب تلك الاشرطة عملا “غير قانوني” و”غير اخلاقي” ليس فقط لانه بمثابة نشر الملابس الداخلية لطليقتك!!,فان كان يسر المشاهد الا انه يجعل المشاهد ينتقصك ويذمك لانك شخص غير جدير بالاحترام!.
بقي ان نقول بان وسائل اعلام المالكي قد سربت قبل فترة خبرا يقول بان النظام السوري زود المالكي بمجموعة اشرطة تبين تورط جهات في القائمة العراقية باعمال ارهابية,وبعد ايام من هذا الخبر ظهرت هذه الافلام,فماذا يعني هذا؟.