19 ديسمبر، 2024 2:20 ص

ماذا لو الشعب السوري تعلم فن الحياة من الشعب التركي ؟؟؟!!!

ماذا لو الشعب السوري تعلم فن الحياة من الشعب التركي ؟؟؟!!!

بل ماذا لو الشعب العربي بأسره .. تعلم فن الحياة من الشعب التركي ؟؟؟!!!
وهل الحياة فن ؟؟؟!!!
نعم .. نعم ..
الحياة فن .. وعلم .. وتقنية .. وطريقة .. ومنهاج .. ونظام .. وبناء مجتمع متماسك .. مترابط .. ودولة قوية ..
الحياة أدب .. وأخلاق .. وقيم .. وتحابب .. وحسن معاملة للناس .. كل الناس .. واحترام لهم ولو كانوا غير مسلمين .. وتوادد .. وتعاون مع الآخرين – مهما اختلفت العقائد .. والأفكار – لدرء الطوفان المدمر القادم .. والإعصار الهائج الزاحف .. الذي يقضي على كل من يجده في طريقه .. فيسحقه .. ويمحقه .. دون أن يفرق بين إنسان أو حيوان .. ولا بين شجر ولا حجر .. ولا بين طفل ولا شيخ .. ولا رجل ولا امرأة .. ولا بين مؤمن أو كافر .. ولا بين صالح أو فاسد ..
والله تعالى ما خلق الإنسان عبثاً .. ولا خلق الحياة لهواً .. ولعباً .. ولا أوجد الكون بسمائه وأرضه .. وكواكبه ونجومه عن هوى .. ولا خبط عشواء ..
بل كله بقدر .. وحكمة بالغة .. ليستفيد منه الإنسان .. ويستخدمه لمنافعه ..
كما قال تعالى :
( ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمَ لِتَرۡكَبُواْ مِنۡهَا وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ ﴿٧٩﴾ وَلَكُمۡ فِيهَا مَنَٰفِعُ وَلِتَبۡلُغُواْ عَلَيۡهَا حَاجَةٗ فِي صُدُورِكُمۡ وَعَلَيۡهَا وَعَلَى ٱلۡفُلۡكِ تُحۡمَلُونَ  )  
( فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ) ..
وخلق الله تعالى الإنسان ليكون خليفة له في الأرض .. كما قال للملائكة :
( وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ ) ..
وطلب منه أن يبني .. ويعمر الأرض ..
(هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦ) ..
وحينما يدرك شعب من شعوب الأرض .. أو مجموعة من الكائنات الحية .. بسليقتها .. وفطرتها التي فطرها الله تعالى عليها .. وجبلتها التي جُبلت عليها .. أو بالتعلم من تجاربها .. فتقف كلها وقفة رجل واحد .. متكاتفة .. متعاونة .. متعاضدة أمام العاصفة المزمجرة .. المدمرة ..
تقف كالجبل الأشم .. والسد الصامد المنيع .. ترد هذه العاصفة .. وهذا الإعصار الهائج خارج البلد .. وتمنعه من الدخول .. أو الإنتشار في المدن والقرى .. متناسية كل اختلافاتها الفكرية .. والعقائدية .. والحزبية .. والقومية .. ومتناسية أحقادها .. وكراهيتها .. وانتقاداتها لبعضها البعض .. مركزة عقلها وتفكيرها أولاً وقبل كل شيء .. على النجاة لنفسها ، وغيرها من هذا الموت الزؤام ..
إن مثل هذا الشعب .. وبهذه المواصفات الخلاقة .. المبدعة .. وهذا التسامح مع ابن بلده الذي كان منذ لحظات قبل وقوع الكارثة .. من أشد الأعداء .. والخصوم له .. والمعارضين لأسلوبه .. وطريقته في الحكم .. والإدارة .. والسياسة ..
 
وفجأة .. وبمجرد وقوع الخطر المخيف .. الرهيب .. يستشعر الجميع في وقت واحد .. أن الخطر الداهم .. لا يهدد أهل الحكم فحسب .. وإنما يهدد الجميع .. ويتلاشى كل خلاف .. وكل اختلاف .. وكل اعتراض .. وتصبح القلوب صافية .. نقية .. وكأنه لم يشبها غل .. يوماً من الأيام !!!
وكأنه يتحقق فيهم قول الله تعالى في الدنيا ، قبل الآخرة بالرغم من كونهم ليسوا على مستوى الإيمان الذي يؤهلهم لذلك .. ولكن يبدو أن نيتهم الطيبة .. البريئة .. أدت إلى أن يعاملهم الله في الدنيا بالحسنى مكافئة لنيتهم الطيبة :
( وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ )   الحجر 47
إن مثل هذا الشعب .. لهو شعب عظيم حقاً .. يستحق أن يكون قدوة لكل الشعوب المسلمة العربية .. والأعجمية ..
لأن زلزال الإنقلاب ، الذي قامت به حثالة من العسكر .. وهي مدعومة دعماً قوياً من جهات داخلية ، وخارجية مؤثرة ، بما فيها المخابرات الأمريكية .. التي هي في معظم الأحيان – إن لم يكن في كلها – وراء جميع الإنقلابات العسكرية في العالم أجمع ..
ما كان ليسقط ذلك السقوط المريع في تركيا .. لولا فضل الله تعالى أولاً .. ثم بتلك الوقفة الرجولية البطولية ، التي شارك فيها الشعب التركي بكل فئاته .. ما عدا المؤيدين للإنقلاب .. وهم قلة قليلة ..
فماذا على الفصائل المسلحة في سورية لو أنها تغار .. وتأخذها الحمية .. والشهامة .. والرجولة .. فتقلد على الأقل الشعب التركي المجاور لها .. فتبادر سريعا .. وعاجلا إلى الإندماج مع بعض ، وتشكل كياناً واحداً .. وتختار قائداً واحداً – وليكن على سبيل المثال .. قائد الجيش الحر الأول ( رياض الأسعد ) الذي يعتبر وسطاً بين العلمانية وبين التطرف – أو أي شخص آخر تتفق عليه الفصائل .. وترفع علماً واحداً – وليكن علم الثورة .. فهو ليس براية جاهلية .. ولا عَمية .. ولا شركية .. ولا كفرية – فماذا يضير الإسلام .. وماذا يضير الفصائل المسلمة .. رفع مثل هذه الراية .. طالما أنها تجمع تحت ظلها .. جميع الفصائل ؟؟؟!!!..
فها هو الشعب التركي استظل جميعه بالعلم التركي .. ولم تبادر أي جماعة .. أو أي حزب إلى رفع علمها الخاص ؟؟؟!!!
وليبق كل فصيل متمسكاً بعقائده وأفكاره الخاصة ..
المهم أن تتفق جميع الفصائل مبدئياً .. على هدف واحد .. هو إسقاط حكم الأسد .. وتحرير البلد من جميع العصابات .. والمليشيات المحتلة ..
أليست الفصائل المسلحة السورية .. أولى بالإتحاد .. والتعاون مع بعض .. والوقوف صفاً وراء قيادة واحدة .. من الشعب التركي المنقسم إلى قسم يؤمن بالعلمانية .. وقسم آخر يؤمن بالأفكار الإسلامية .. خاصة وأن معظم الفصائل ، تدعي أنها مسلمة .. وتريد إقامة دولة مسلمة ..
فكيف تريد إقامة الدولة الإسلامية .. وهي شذر مذر .. وتقاتل بعضها البعض أحياناً ، وتتلهى به عن مقاتلة الأسد وأعوانه ؟؟؟!!!..
إني على ثقة تامة .. أنه لو فعلت الفصائل السورية المسلحة .. ما فعله الشعب التركي من التآلف .. والتعاون .. والتكاتف .. وتغليب المصلحة العامة على الخاصة – سواء كانت شخصية ، أو حزبية – ..
لو فعلت ذلك بصدق .. وإخلاص .. وبنية طيبة .. لنظر الله جل في علاه .. إليهم نظرة عطف وحنان .. ووهبهم النصر سريعاً .. كما وهب الشعب التركي ..
فهم أحق به لو صدقوا الله ..
علماً بأن هذا أمر إلهي .. وليس بشرياً .. من الواجب طاعته .. والإلتزام به :
( وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ )   آل عمران   103

[email protected]
 
 

أحدث المقالات

أحدث المقالات