الحرب التي يشنها العراق على تنظيم داعش أكبر من الحرب التي شنتها السعودية على اليمن والتي سميت بعاصفة الحزم ؛ كذلك الدول المتحالفة على مواجهة داعش في العراق أكبر من الدول التي تحالفت مع السعودية ؛ كذلك داعش يعتبر من التنظيمات التي تهدد الجميع واشد خطرا من الحوثيين
لكن الفرق بين المعركتين أصبح واضحا من الناحية الإعلامية والأدوات التي تستخدمها السعودية والتي يستخدمها العراق
السعودية خصصت للشأن الإعلامي متحدثا يعرض كل مايدور من أحداث خلال اليوم الواحد ويعقد مؤتمرا صحفيا من أجل التوضيح والرد على الإشاعات والأكاذيب وتوضيح مايمكن توضيحه
هذا المتحدث يمتاز بقيافة عسكرية ولديه دراية كافية بكل مجريات الحرب بحيث يرد على كل صغيرة وكبيرة تطرح كسؤال عليه من قبل الإعلاميين ؛ كذلك يمتاز بهدوء تام ويجيد أكثر من لغة ويعرض الصور والأفلام التي تثبت صحة كلامه ؛ كذلك يتجنب الخوض في الأحاديث السياسية فهو يعرف دوره بامتياز ولايخلط الأوراق
للأسف نحن في العراق نفتقد لهذا النوع من الناطقين باسم العمليات العسكرية التي نشنها على داعش ؛ لدينا مجموعة من الناطقين الذين يخلطون بين ماهو سياسي وماهو عسكري ويتحدثون بأحاديث طائفية بعيدة كل البعد عن الأحداث التي تدور في أرض المعركة ؛ لدينا أكثر من متحدث بأسم الحشد الشعبي ولدينا متحدث باسم العصائب وباسم بدر وباسم الكتائب وباسم وزرارة الدفاع وباسم وزارة الداخلية وهنالك الكثير من الناطقين باسم مجموعات متعددة
هذا التعدد في الناطقين أدى الى ضياع المعلومة الحقيقية وأصبح من السهل جدا أن تنتشر الإشاعة في ظل هذه الفوضى الإعلامية وأدى الى إنهيار معنويات المقاتل العراقي ونجحت داعش في إستغلال هذا الخلل الأعلامي الكبير
سقطت الموصل ولم نر ناطقا لتوضيح ماحدث ! حدثت مجزرة سبايكر ولم نسمع عن الأعداد الحقيقية للضحايا !وأخيرا حدثت “مجزرة الثرثار ” ولم نسمع أيضا عن ملابسات ما حصل والى الان لم يعلم الرأي العام العراقي هل حدثت مجزرة بالفعل أم لا ؟ هل سيطر داعش أم ان قواتنا المسلحة هي المسيطرة
لم نعلم طبيعة المعارك في الأنبار ولم نعرف لماذا هرع الناس هناك ولماذا نزحت هذه الأعداد الكبيرة من الأنبار ؟ لم نعرف نسبة التعاطف الشعبي مع القوات العسكرية وماهي العشائر التي تساند الجيش والدولة هناك
بالعودة الى أحمد عسيري كان يوضح كم عدد الألوية التي أنضمت الى التحالف وتركت مايسميه ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح
للأسف حكومتنا على مدى سنوات التغيير لم تنجح في أختيار شخصية مهنية لأداء مهمات إعلامية يمكن أن نستخدمها لتوضيح مجريات الأحداث المتسارعة في العراق
بعد هذه الشائعات التي تنفيها الحكومة يتطلب أن يكون متحدثا عسكريا واحدا مشابها لأحمد عسيري المتحدث باسم عاصفة الحزم ويمكن أن يحمل اسم المتحدث باسم العمليات العسكرية ضد داعش في العراق .
[email protected]