23 ديسمبر، 2024 11:44 ص

ماذا قال لي الشبوط عن علي الموسوي ؟  

ماذا قال لي الشبوط عن علي الموسوي ؟  

الحلقة  11 من  مسلسل خسرتُ حياتي  
كان الفيلسوف الانكليزي  (برانتد راسل )  مثاليا في توجهه الفلسفي ،متأثرا بالفيلسوف ( برادلي ) ، كان معجبا به إلى حد الإفراط ، ولكنّه تحول بعد ذلك إلى الفلسفة الواقعية بتأثير صديقه الفيلسوف الواقعي ( مور ) ، ويُروى عن فيلسوفنا ( راسل ) إنه كان يتمنى أن يبقى فيلسفا مثاليا ، حيث لا واقع في الخا رج ، وإن الزمان والمكان بمثابة وهمين لا أكثر ولا أقل ، عالم الاوهام والخيالات وليس سوى الفكر بحد ذاته !
والحقيقة ربما كثير من بني البشر الاحرار ، الأبرار، المخلصين ، البسطاء يتمنون هذه المثالية كي لا يروا مثل هذه المفارقات من بني جلدتهم  ، وعلى راسها التقلب والنفاق والسعي وراء المادة على حساب الكرامة والعزة والشموخ ،كان أحد فلاسفة الوجودية ،نسيت اسمه يطرح نظرية ( العلو ) ، أي إن هدف الإنسان أن يتخطى دائما ، وكأنه يذكرني بالآية الكريمة ( يا أيها الانسان إنك كادح لربك كدحا فملاقيه ) …
مجرد أن أعلنت عن عنوان الحلقة هذه : ( ماذا قال لي الشبوط عن علي الموسوي ) حتى جاءتني كير من الندائات التلفونية، من السويد والعراق ولندن بل وحتى استراليا ، وكل منهم يحكي لي عن (مقلب ) سياسي زجّه به السيد الشبوط وخرج منه سالما ، بحيث يكون هو الرابح الوحيد من العملية كلها ، وطبعا ، جوهر العملية بسيط للغاية، ما هو ؟ ياتي تفصيل كامل بهذا الامر ، والاستراتيجية هي ( عدم الالتزام ) والنقض بالوعود والعهود  ، حتى لو شُفِعب باغلظ الايمان ، بالله والشرف والدين وكل ما هو مقدس …
كان السيد محمد عبد الجبار الشبوط تعرض لحملة هائلة من كتاب موقع ( كتابات ) المعروف على أثر مقال له في جريدة الوطن الكويتية التي دعا فيه الشعب العراقي للاعتذار من الشعب الكويتي، وكان في الحملة الصائب والزائف ،الحق والباطل،حسب تصوري، وقد عاش على أثره هذه الحملة وضعا نفسيا مقلقا جدا ، فاتصل بي على الجات ، فهو لا يحب الاتصال بالتلفون حتى وإنْ كلّف ( دينارعراقي أو ديناركويتي!!! ) شاكيا لي الحملة ( المسعورة )عليه …
قال لي ما معناه ولعله بالنص ،أن وراء الحملة ( علي الموسوي ) ، وهو المخطط لها ، لستُ أدري صدق من كذب الدعوى ، ولكن  ليس ذلك  ببعيد ، فإن السياسة تفسد ربما  حتى  الانبياء والاولياء،والمغانم الكبرى تجعل الانسان في كثير من الاحيان ينقلب على كل القيم الطيبة التي انتمى حزبيا بسببها ، وإلاّ ماالذي جمع بين عزت الشابندر وشيخ عبد الحليم الزهيري، والأخير كان لسانا سليطا( بالسر ، لانه جبان في التحدي الخارجي ) على عزت الشابندر ،حتى كان يتهمه بأصالته السياسية في سوريا ؟ وفي ذلك كلام طويل يأتي وقته بإذن الله .
كان الشبوط متبرما من علي الموسوي ، وقد صبّ جام غضبه وسبابه على الموسوي ، ناعتا إياه بالتخلف والهزال الفكري والسياسي ، محمِّلا إياه مسؤولية  تلك الحملة في سياق ( مؤامرة ) يقودها ضده …. ومن ثم ، أرسل لي رابط  موقع كتابات ، وقد شفع الكلام بطلب مني بما معناه تقريبا ( وأنت حر فيما إذا اردت أن تدافع عني بطريقتك الخاصة)، ولان من عاداتي السيئة أو الجيدة ، لا ادري،الاحتفاظ بخيط الصداقة إلى أقصى مسافة ممكنة ، قمت بالواجب المطلوب أو المفروض عليّ بحكم تلك العادةالسيئة أوالجيدة ، دافعت عنه في الموقع ، وشكرني حينها ، حيث كان يطل علي بالماسنجر دائما ، مبادرا بالسلام ، وببعض التصريحات لبعض المسؤولين العراقيين الكبار، مع حزمة استهزاءات سواء باصحابها أو مضمونها …. ويرى الشبوط أن سبب ( مؤامرة ) الموسوي عليه ،  ويبدو أن سبب تحميل الشبوط  مسؤولية هذه الحملة لعلي الموسوي، هو أن الشبوط بدأت علاقاته تتحسن مع حزب الدعوة أو بعض ( أبطال ) الحزب ، فخاف الموسوي من ان يتسلل الشبوط إلى مكتب المالكي ، ومن ثم يكون يخطف منه منصبه العتيد ، هكذا يبدو لي ….
اليوم العلاقة بين الاثنين سمن على عسل ، وذلك بعد كل تلك الشكوك ، وبعد كل ذلك السباب وإنْ من طرف واحد حسب مسموعاتي المباشرة .
السيد الشبوط كان يتصل بي يوميا ، ليس مرّة واحدة بل مرات ومرات ،  عبر الماسنجر ،ولكن ما أن أعلن ( جهوزيته الخدمية ) للمالكي كما علمت ،وعبر ( رفاق وأعداء الماضي !!! ) أنقطع فجاة ، يخرج على الماسنجر ولكن بلا سلام ، وغابت تصريحات بعض المسؤولين الكبار التي كان يبعثها لي ساخرا ،مستهزئا ، ومنها تصريحات صديقه الجديد ، وربما حبيبه ، علي الموسوي …
الحياة موقف ،بل الانسان موقف ،وعندما كتب جون بول سارتر سلسلته المعروفة ( مواقف ) لان الرجل كان قد رفض جائزة نوبل الكبيرة ، وأوصي الاخ علي الموسوي ، بان يستخدم ( كريم وجه سويدي ) للقضاء على بعض تجاعيد وجهه ،بعد أن صبغ شعره بالسواد الحالك ، لعله يظفر بزواج جديد، حاله حال أبطال المنطقة الخضراء ممن  كانوا مواظبين على ( صلاة الليل ) …
هل سوف يقرا الذين اتصلوا بي تلفونيا امس حول (مقالب أبو سعدي معهم) هذا المقال ؟  حتما ،ولكن سيقولون : ( لم تذكر شيئا ) ..
ما الذي اخافه على محمد الشبوط ؟
هل نسيت موفق الربيعي ؟
لا …