22 نوفمبر، 2024 10:38 ص
Search
Close this search box.

ماذا في ثنايا التظاهرات الإحتجاجية .!

ماذا في ثنايا التظاهرات الإحتجاجية .!

 على الرغم من نقاط الإلتقاء ونقاط التباين بين التظاهرات التي حدثت في بعض اقطار الوطن العربي < مصر إنموذجاً ولبنان إنموذجاً آخراً > , لكنّ الحركة الأحتجاجية في العراق لها خصوصيةً شديدة الخصوصية ” ولسنا هنا بصدد المقارنة بين التظاهرات العربية , وشقيقتها العراقية ” .

   في استقراءٍ للتظاهرات الجارية والمتجددة وبسرعةٍ عالية في العاصمة بغداد والمحافظات والأقضية < ولربما هنالك تظاهرات في محافظاتٍ اخرى تنتظر دورها ” تكتيكياً ” , فيعني اوّل ما يعني أنّ هنالك اصرار بلغ درجة العناد والتحدي , ولم يعد ممكناً التراجع عنه , وقد تضاعف ذلك ” كعاملٍ مساعدٍ ” في قتل الأجهزة الأمنية لعددٍ من المتظاهرين وجرح آخرين وفي مدنٍ مختلفة .. ثمّ أنّ ارتفاع وتعدد وازدياد مطالبات الجماهير المنتفضة ” يوماً بعد آخرٍ ” قد يعني اغلاق آخر بوابة او نافذة افتراضية لفضّ هذه الأحتجاجات ” إلاّ اللهمّ بأستخدام القوة المفرطة للغاية ” مع صعوبة السيطرة على هكذا اوضاع تنتشر جغرافياً بالطولِ وبالعرض , وبطريقةٍ غير هندسية .!

ثُمّ أنّ اندلاع هذه التظاهرات والتي أجّجتها اسبابٌ ومسبباتٌ حياتية ضاغطة , وبتوائمٍ وتناغمٍ مع اسبابٍ سياسية وعمليات فساد عملاقة من داخل اركان واحزاب السلطة ممّا حوّل الحرمان الجمعي الى غليان وفوران جماهيري عارم .

    وبأختزالٍ لتفاصيلٍ ومداخلاتٍ متشعّبة اخرى  , فمن الواضح أنّ هذه التظاهرات المتكررة بنحوٍ يوميّ , فأنّ لها خطة عمل تتّسم بالمرونة والمطاطية وقابلة لتغيير تكتيكاتها والتكيّف السريع مع اية مستجدات حكومية وأمنيّة , كما يبدو انها تستفيد من اية نقاط ضعفٍ في ايّ جولةٍ او صولة .! كما يتّضح كذلك أنّ هذه الأحتجاجات تمتلك محرّكات تقنيّة وفكرية , وهي بالتالي لديها دواليبُ عجلاتٍ لا تتحول ولا تتحرك نحو الخلف , كما يترآى أنّ الحالة الأنفعالية والمتدفقة لعموم وجموع المتظاهرين قد تدفعهم للتخلّي عن اية كوابح توقف السير والأندفاع والحركة نحو الأتجاه المعاكس او الى الخلف ! , وسيّما اذا ما ازدادت نسبة ضغوطات الأجهزة الأمنيّة عليهم , وتتجلى الخشية والتخوف الحكومي او الحزبي الحاكم من أن تنتقل هذه الحركة الدينامية من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم .!

   وفي استقراءٍ مضاعف من زاويةٍ مغايرة أخرى , فمن السذاجةِ والسخف التصوّر او الظّن أنّ ساحة التحرير في بغداد هي مسرح العمليات الوحيد للهدف الستراتيجي لهذه التظاهرات , كما أنّ عدم تمكّن المتظاهرين ” لغاية الآن ” من اجتياز وعبور جسر الجمهورية المجاور لساحة التحرير , لإسقاط نظام ومنظومة الأحزاب التي استدعاها الأحتلال الأنكلو – امريكي لتنوب عنه في احتلال العراق  وتمزيق اواصره  , فأنه أمرُ يدعو للسخرية البالية!

   ثُمَّ , بقيَ أنْ نختصر ونختزل بكثافةٍ نوعيّة أنْ لا بدّ من الإعتراف بأنّ جهاتٍ حزبيةٍ – ذات الفصائل المسلّحة قد تمكّنت بقدراتها من جرّ وحرف فئاتٍ محددة ومحدودة من المتظاهرين اليافعين نحو مواقع شركات النفط الأجنبية والوطنية بغية تحويل بوصلة الأحتجاج الجماهيري الى < إشاراتٍ ومؤشراتٍ > اقليميةٍ – دولية .! , لكنّ التحرّك الجماهيري الواسع تجاوز ذلك عبر إشعال النيران في مقرّات احزاب السلطة الحاكمة .! ولذلك شؤونٌ وشجون , ومع عيونٍ شعبيةٍ ترصد وتترجم المعناة الكبرى لهذا الشعب المستباح .

    وفي اواخر أسطر تقديراتنا الإعلامية المتواضعة والمسكينة ” والتي لم تخلد الى السكينة منذ يوم 9 \ 4  \ 2003  المشؤوم , فأنّ كلّ مجريات ما يجري على الساحة العراقية لغاية هذا اليوم , فهو ليس سوى المسودّة الأولى  من الصفحة الأولى للهجوم على ازاحة الغيوم المصنّعة لكلّ فصول العراق الشّاق عليهم .!

أحدث المقالات