تزامناً مع العمليات النوعية للجيش العربي السوري ،بريف دير الزور الجنوبي وبسط سيطرته،على منطقة واسعة من هذا الريف تزامناً مع فك الحصار عن احياء المدينة المحاصرة ،هذه العمليات بمجموعها تسير وفق خطط حسم المرحلة الأخيرة من تطهير مناطق واسعة من الجغرافيا السورية من البؤر الإرهابية المتواجدة في مناطق معينة ومحدّدة يتم استأصلها وفق اولويات الميدان العسكري، وعلى الجانب الآخر من عمليات الجيش التحضيرية لمعارك تحرير دير الزور ، فقد بدأ العمل فعلياً لنقل زخم عمليات الجيش العسكرية من الريف الجنوبي نحو مناطق اوسع من المحافظة ، بعد الانتهاء من حسم معركته في ريف حمص الشرقي ، استعداداً لإطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير بعض المناطق الاستراتيجية في ريف دير الزور الجنوبي الغربي،والتي بدأت توضع على سلم الاولويات .
هذه العمليات المستمرة للجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة وإسناد الطيران الحربي السوري والروسي،يتزامن معها عملية عسكرية واسعة من ثلاثة محاور ضد تجمعات تنظيم داعش الإرهابي في ريف السلمية الشرقي “شرق حماه “تمكن خلالها الجيش العربي السوري من استعادة السيطرة على بلدة عقيربات، والتي تعتبر مركز الإمداد الرئيسي للتنظيم الإرهابي على أطراف البادية السورية ويتخذها منطلقا للهجوم على التجمعات السكنية وآبار النفط القريبة في ريف تدمر ،ويتزامن التحضير لمجموع هذه المعارك الكبرى مع المعارك الكبرى التي يخوضها الجيش العربي السوري وبحرفية عالية في ريف الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي ، والتي أسقط من خلال تحريره الاخير لمجموعة نقاط استراتيجية ، مخططاً تآمرياً كان معداً لتشكيل واقع عسكري – سياسي – ديمغرافي جديد في محيط الرقة ، لكنّ تقدم الجيش ، أسقط مرحلياً هذا المخطط.
وبالعودة إلى ما يجري من عمليات تحرير في ريف دير الزور الجنوبي ، فـ في سورية وضعت محافظة دير الزور على أولويات التحرير بالمرحلة المقبلة ،وهذا التحرير يساوي لسورية وحلفائها مكسباً كبيراً وورقة رابحة جديدة في مفاوضاتها المقبلة مع كبار اللاعبين الدوليين المنخرطين بالحرب على الدولة السورية ومن خلال ورقة “دير الزور “، ستفرض الدولة السورية شروطها هي على الجميع، وعندها لا يمكن أن تحصل أي تسوية إلا بموافقة الدولة ونظامها الرسمي، ووفق ما يراه من مصلحة لسورية الشعب والدولة، بعد كل ما لحق بهذا الشعب من أذى من قبل أطراف الحرب على سورية.
ختاماً ، لايمكن انكار حقيقة ان معركة محافظة “دير الزور “،تعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تعنيها هذه المعركة، فالأمريكان المنغمسون بالحرب على سورية لا يريدون أن يتلقوا هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث الحدود العراقية – السورية وصولاً لعمليات الجيش والحلفاء بعمق ارياف محافظة الرقة ، فحديث السوريين وحلفائهم عن بداية معركة دير الزور، بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم ، فاليوم من المتوقع أن تنتقل عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق ريف دير الزور الجنوبي وعلى مراحل وصولاً إلى ما بعد فك حصار تنظيم داعش الإرهابي عن مدينة دير الزور، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب لمسار معركة ما بعد ريف دير الزور الجنوبي وريف حماه الشرقي وريف الرقة الجنوبي ، ولكن هنا يجب التنويه إن تحرير محافظة دير الزور ،ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لوقت وعمل طويل نوعاً ما ،وهذا ما تدركه القيادة العسكرية للجيش العربي السوري وحلفاؤها ،ولكن هذا التحرير ومهما طالت مسارات عمله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية ،وتحرير المحافظة سيكون له تداعيات كبرى على الأرض، ومن المتوقع أن يشكل وفق نتائجه المنتظرة انعطافة كبيرة اتجاه وضع حد للحرب على سورية.