رضوخ نوري المالکي و إستسلامه للأمر الواقع”وهو کان خيارا لامناص منه أبدا”، مع تأکيدنا لأهميته لکنه يبقى محدود التأثير و لايشکل حلا للمشکلة القائمة من کل النواحي، ذلك أن المالکي لم يکن في حقيقة و واقع أمره سوى واجهة لطهران، وان تنحيته لايعني بالضرورة أن الامور کلها قد صارت على مايرام.
النفوذ الايراني الذي تعاظم خلال ثمانية أعوام عجاف من حکم المالکي، قد تغلغل في کل مکان و زاوية، ولايمکن عقد الآمال على الدکتور حيدر العبادي و تصوره رجلا خارقا بإمکانه أن يعالج الامور کلها ولايأبه لذلك النفوذ و لايضعه في حساباته، والحقيقة أن النظام الايراني لن يتخلى عن نفوذه و مصالحه الواسعة جدا في العراق و سوف يحاول بکل الوسائل و السبل إبقاء الامور بالنسبة لنفوذه و دوره في العراق کما کان الامر في عهد المالکي، ومن هنا فإن المشاکل و الازمات سوف تبقى على حالها من دون معالجة.
ان التحدي الکبير الذي يواجه العراقيين جميعا، هو إستئصال نفوذ النظام الايراني و قطع دابره في العراق، لأن بقائه و إستمراره يعني إستمرار المشاکل و الازمات و بقائها على حالها، وبالتالي فإن الاخطار و التهديدات ستبقى محدقة بالعراق، وان تنحية المالکي عن منصبه و عدم السماح له بالترشح لولاية ثالثة، خطوة على الاتجاه الصحيح غير انها بأمس الحاجة الى تعزيزها و إسنادها بخطوات لاحقة عملية تعمل على قطع دابر النظام الايراني عن العراق و تحد من نفوذه و ترجع للسيادة الوطنية العراقية عافيتها بعد إن إستباحها غول هذا النفوذ.
ماقد تمنته المعارضة الايرانية البارزة السيدة مريم رجوي من أن يٶدي التطور الايجابي بتنحية المالکي الى قطع دابر النظام الايراني عن المشهد العراق بصورة کاملة و وضع حد لأعمال القمع و إنتهاك حقوق اللاجئين الايرانيين في ليبرتي و ضمان أمن و سلامتهم الى حين نقلهم جميعا الى اوربا او امريکا، هو تمن يخالج مشاعر و أحاسيس معظم العراقيين الغيارى، الذي لايريدون او يقبلون أن تنتهك سيادة بلادهم ولاأن يتم التدخل في شٶونها الداخلية من أجل تنفيذ أهداف و أجندة مشبوهة، وان أصل المشکلة و اساس البلاء الذي هو سبب کل مشاکل و ازمات العراق و أوضاعه المتدهورة، انما هو النفوذ الايراني الذي يلعب دورا مضرا بالسلام و الامن و الاستقرار ليس في العراق لوحده وانما في المنطقة بأسرها، ومثلما کانت تنحية المالکي بمثابة هزيمة سياسية کبرى للسياسة الايرانية في العرااق، فإنه من الضروري جدا أن لايتم الاکتفاء بتنحية المالکي فقط وانما العمل من أجل أن تقطع الايادي التي کانت تحرك المالکي من وراء الستارة و تدفعه بإتجاهات و سياقات دفع الشعب العراقي ثمنها، وکلنا نعلم بأن أس البلاء و أصل المشکلة هو نفوذ النظام الايراني، فهل ستستمر مسيرة المواجهة الوطنية
العراقية لکي تکمل المشوار و تحقق الحلم الاکبر بجعل الارادة و السيادة الوطنية العراقية حرة مستقلة؟
*[email protected]