لا شك ان برنامج كلام وجيه يعتبر من البرامج التي لها جمهور واسع ومشاهدة عالية من قبل المواطنين، لما يطرحه من مواضيع مهمة وجدية تتعلق بالشأن العراقي ومشاكل المواطنين، لكن مايعاب عليه هو اسلوب مقدم البرنامج الذي يتسم بعدم المهنية والاستهزاء والسب والتجاوز بكلمات غير لائقة على الدول والشخصيات السياسية العراقية او العربية ، لا اعلم متى يعرف مقدم البرنامج ان اسلوبه في ابداء الراي يطرح في المقاهي والشوارع ، وليس في برنامج يعرض في قناة فضائية مرخصة من قبل الحكومة العراقية متمثلة بهيئة الاعلام والاتصالات، التي كانت ومازالت تتبنى عملية تنظيم الاعلام وترسيخ اسس الاعلام المهني الخالي من المخالفات والتجاوزات وكثيرا ما نسمع من السيد وجيه عباس ان الهيئة تكتم الافواه وترصده على كل صغيره وكبيره وترسل الى القناة المخالفات الشهرية واغلبها تخص برنامج كلام وجيه ، ونلاحظ في بعض الفترات هدوء ومهنية في الطرح من قبل السيد وجيه ( واكيد سببه توجيه تنبيه او انذار من قبل الهيئة الى القناة ) ، ثم رويدا رويدا يعود الى اسلوبه السيء في تقديم البرنامج .
في حلقة يوم 19 شباط الماضي ، تحدث عن خبر بثته قناة العربية الحدث حول استشهاد عدد من مقاتلي الحشد الشعبي في كركوك ، مبدياً اعتراضه وانزعاجه من كلمة ( مليشيا ) التي تطلقها القناة على قوات الحشد الشعبي ، طيب يا اخي كما لا ترضى هذا الوصف لمقاتلينا، عليك ان لا تسب وتتجاوز على رموزهم ورؤسائهم ودولهم والاستهزاء بهم وانتقد طرحهم بموضوعية واقناع ، علما انهم نقلوا الخبر بكل مهنية وصدق كما نقلته كل مواقعنا وقنواتنا الفضائية بدون اي اضافة او تجاوز ( عدا كلمة مليشيات الحشد الشعبي )، علما ان السيد وجيه ومنذ ظهوره في القناة قبل عدة سنوات وقبل ظهور داعش والحشد ، كان يردد عبارات مثل ( قوات ال سلول – الحمارات العربية – ملك الزهايمر والاستخراء واقزام الخليج وغيرها من التجاوزات .
ثم يطلب السيد وجيه من هيئة الاعلام والاتصالات ان تحاسب قناة العربية الحدث علما ان القناة غير مرخصة ولاتملك مكتب في العراق ، ولا اعلم كيف يطلب السيد وجيه من الهيئة ما لايلتزم به ولا يطبقه هو !! ، والهيئة في هذه الحالة ليس لديها سطوة على القناة الغير مرخصة والغير متواجد مكاتب لها في العراق ، وانما من الممكن ان تخاطب وزارة الخارجية العراقية لتقديم اعتراضها على هذه المخالفات بالطرق الدوبلوماسية .
وتحدث السيد وجيه عن قناة الجزيرة واحتمال عودتها الى العراق ..في اشارة ضمنية منه الى عدم مصداقيتها ومهنيتها، .ونحن من خلال متابعتنا للجزيرة نرى تغيير كبير في خطابها الاعلامي حتى انها تصف الحشد الشعبي بقوات الحشد وليس مليشيا وهذا التغيير ناتج عن تقديمها طلبا الى هيئة الاعلام والاتصالات لعودة مكتبها الى العراق مع هذا فأن عودة القناة تخضع لشروط هيئة الاعلام والاتصالات من حيث الالتزام بمدونات ممارسة المهنة ونقل الاخبار بحيادية ، اذن الهيئة تجبر اكبر القنوات العالمية على التحلي بالمهنية والحيادية وتملي عليها الشروط قبل فتح مكتبها في بغداد .
واخيرا فانني ادعو السيد وجيه الى ترك هذه المفردات المسيئة وانتقاد الدول والحكام بطريقتهم ، فنحن لم نرى اي كلمة سب او شتم بحق اي مسؤو عراقي او مذهب او طائفة من قبل قنوات العربية او الجزيرة وغيرها من القنوات الخليجية ، انما نرى ونسمع اتهامات بالخيانة والعمالة والتسبب بقتل وتهجير طائفة معينة وغيرها من الاتهامات ، لكن بدون سب او شتم او قذف لدول واشخاص و مسؤولين و مواطنين، وهذا سيؤدي بالتالي الى ازدياد شعبية البرنامج ومتابعيه .