على مر السنين، ومنذ ما يقارب الألف والأربعمائة سنة، والتاريخ يسطر أروع القصص، وحكايات قل نظيرها؛ في الحب، والتسامح، والوفاء، والزهد والإيثار، لشخصيات قل نظيرها، ليس لأنهم مرسلين أو مبعوثين من السماء، لكنهم عاصروا علي عليه السلام، واحتذوا بسيرته الأخلاقية، والجهادية.
الأمثال كثيرة، والأسماء كبيرة: فعمار وأبي ذر ورشيد الهجري، وسعيد بن الجبير، وعمر بن حمق الخزاعي ،وميثم ألتمار وغيرهم، كانوا نبراسا يضئ لنا الطريق في التضحية، وحب الخير للآخرين، ورباطة الجأش، وما مالك الاشتر إلا واحد من هذه الأمثلة؛ عندما دخل المسجد يصلي ركعتين استغفارا لرجل شتمه، وهو قائد لجند علي ووزير حربه!.
ألان، وبعد أن بسطت الدنيا يدها، وفتحت ذراعيها لشيعة علي، إكراما لصبرها، وإحقاقا للحق، وبعد أن مَن القدير على العراقيين، بالإطاحة بجرذ العوجة، هل تمكنت الأغلبية في العراق من الحكم، وإرساء أسس الديمقراطية وعدل علي؟ هل حكم شيعة علي بحكم علي؟ هل تم معالجة الفقر، والبطالة؟ هل تم إعانة اليتامى والأرامل؟ هل؟ وهل؟ وهل؟.
التسابق على الكراسي، والمناصب، والامتيازات الشخصية، والحزبية الفئوية الضيقة؛ جل اهتمام اغلب ما يسمون بشيعة على! أما الأيتام، والأرامل، فلهم رب رزاق، هو يتكفل بهم.
اليوم؛ وبعد مضي أكثر من ألف سنة تقريبا، أي بعد الغيبة الكبرى لإمامنا المفدى أرواحنا له الفدى، ونحن نتبع خِطا مراجعنا العظام، بغض النظر هويتهم، أو لغتهم، أو جنسياتهم، نتبعهم بكل صغيرة، وكبيرة من مسائلنا الابتلائية، حتى ضرب المثل المعروف (ذبها برقبة عالم واطلع منها سالم) أي نسلم أمورنا الابتلائية، ومستحدثاتها برقبة علمائنا، فهم سبلنا بعد الإمام الحجة (عجل الله فرجه)؛ لكننا اليوم نبتعد كثيرا عن مراجعنا، والانتخابات خير دليل، حيث دعت المراجع في النجف الاشرف إلى ضرورة التغيير، واستبدال الوجوه التي لم تجلب الخير للبلاد، ونادت بعدم التصويت لمن صوت على المادة 38 من قانون التقاعد، وقالت المجرب لا يجرب، وغيرها من توصيات المرجعية حول الانتخابات.
ماذا حدث؟ نعم انه الشعب العراقي الذي غدر بمسلم ابن عقيل من اجل حفنة دراهم، لقد غدر بالمرجعيات من اجل لاشي! فذهب لينتخب من صوت للمادة 38، ذهب وصوت للذي أصلح بواسيره بملايين الدنانير، صوت للذي يتباهى بان مصروف فاتورة موبايل ابنه الذي لا يتعدى الأربع سنوات تتجاوز الأربع ملايين دينار، يقولها جهارا، لم يستحي من علي ابن أبي طالب الذي قال “لقد رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها” سلام الله عليك يا أبن أبي طالب.
نحن بحاجة أن نراجع أنفسنا، بحاجة أن نكون شيعة بحق كما قال أمامنا الصادق عليه السلام شيعتنا كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا.