18 ديسمبر، 2024 8:44 م

ماذا حدث للعائلة العثمانية العلية بعد سقوط الخلافة ؟!

ماذا حدث للعائلة العثمانية العلية بعد سقوط الخلافة ؟!

ما عاشته هذه العائلة الشريفة من طرد من البلد والمجتمع وإهانة وتحقير و تشريد لم تعشه احد غيرها
ما فعله حزب الشعب الجمهوري بهذه العائلة لم تفعله الكفرةُ و لا المجوس و لا اليهود !
لن تجد في تأريخ الكفار من قام بطرد ابائه و امهاته كما فعل هؤلاء بأحفاد الفاتح حيث قاموا بطردهم ليلاً بلباس البيت الى اوروبا !
اذ توسل ابناء السلطان و زوجته قائلين دعونا نذهب الى الاردن او مصر او الشام لكن لا ترحلوا بنا الى اوروبا ، لكن تعليمات الغرب كان واضحا انتقاما منهم و اهانة لهم قاموا بترحيل بعضهم إلى سالونيك موطن اليهود و البعض الى اوروبا
قاموا بطرد السلطان وحيد الدين اخر سلطان عثماني هو و زوجته ليلا الى فرنسا و مصادرة جميع أمواله و ممتلكاته طُرد بلباس البيت فارغ الجيب و لو كان لصا كما يدّعي بعض المؤرخين العلمانيين الأتراك و العرب على الأقل أخذ مفاتيح أبواب قصره التي كانت من الذهب الخالص والثريات المطلية بالذهب و اللؤلؤ و الألماس و وضعها في حقيبته واكتفى بها عن العمل و التسوُل طيلة حياته بعد ترحيله الى وفاته لكنه خرج وهو لا يملك قرشا واحدا !
و يقال ان ابناء السلطان وحيدالدين (الامراء) كانوا يغطون وجوههم لئلا يعرفهم الناس و يتسولون في باريس !
و أن السلطان وحيدالدين لما تُوفي حجزت الكنيسة الفرنسية جثته لديونه الكثيرة لأصحاب المحلات و الأسواق فقام المسلمون بجمع المبلغ و سداد دين السلطان وأخذوا التابوت وأرسلوه إلى الشام و دفن هناك رحمه الله ..
و أول من سأل عنهم و تفقد أحوالهم بعد 20 سنة هو شهيد الأذان عدنان مندريس بعد أن أصبح رئيسا للوزراء باشر الذهاب الى فرنسا بحثا عنهم
ذهب الى باريس و بحث و سأل عنهم كثيرا و كان يقول أروني مكان أبائي وأمهاتي ، فذهب أخيرا إلى قرية صغيرة في باريس فدخل مصنعا لغسالة الصحون فوجد زوجة السلطان عبدالحميد السيدة شفيقة (85سنة) و ابنته الاميرة عائشة (60سنة) تعملان في المصنع بأجرة زهيدة تغسلان الصحون !
فأجهش مندريس بالبكاء و قبل يديهما وقال سامحوني ، فقالت الأميرة عائشة من أنت ؟ فلما قال مندريس انا رئيس وزراء تركيا ألقت الصحون و قال أين كنت لقد تأخرت كثيرا يا بني ومن شدة فرحها فقدت وعيها و سقطت على الأرض
فرجع مندريس إلى أنقرة و تحدث مع جلال بيار قال أريد أن أصدر قرار العفو وأأتي بأمهاتي إلى تركيا فعارض جلال في البداية ثم وافق بإصرار من مندريس على أن يأتي بالإناث فقط دون الذكور الأمراء ابناء السلطان عبدالحميد ووحيدالدين
فذهب مندريس الى فرنسا و جاء بالسلطانة شفيقة و الأميرة عائشة الى تركيا، أما الذكور فأصدر قرار العفو عنهم وأعادهم الى دارهم تركيا الزعيم أربكان اثناء توليه رئاسة الوزراء ..
و عند محاكمة عدنان مندريس كانت من بين التهم التي وُجهت اليه سرقة اموال الدولة و انفاقها على زوجة و ابنة السلطان !
اذ كان مندريس في كل عيد يزور السيدة شفيقة و الأميرة عائشة
و يقبل يديهما و يعطي كلاً منهما 10 ألاف ليرة من راتبه و ماله الشخصي ..
و تم إعدام البطل عدنان مندريس في ١٧ ايلول / ١٩٦١ ، و بعده بيوم واحد فقط في ١٨ ايلول وُجدت اُمنا شفيقة و عائشة متوفيتان في الصلاة في أثناء السجود ! ..
رحمهما الله تعالى و رضي عن عدنان مندريس و جزاه الجنة .