18 ديسمبر، 2024 7:22 م

أبي أخبرني ماذا حدث لصاحبك سعيد؟
كنت قد وعدتني أنك سوف تخبرني ماحصل لصاحبك.
نعم ياولدي لقد أثرت ذاكرة أحداث قد مضت، سعيد كان شابًا طموحًا مثابرًا، وقد اجتهد في دراسته وحصل فيما بعد على فرصة عمل جيدة، وكوّن أسرة صغيرة مستقرة، وفي أحد الأيام المعتادة لخروجه لعمله سمع خبرًا وهو في طريقه، جعله يغيب عن الأنظار من بعد هذا الحدث.

استغربت تغيبه الغير معتاد منه، كنا نلتقي بشكل أسبوعي ونتبادل الحديث فيما بيننا، ذهبت أسأل عنه في شقته لم أجده،ذهبت بعدها للمكان المعتاد الذي نلتقي فيه وننعم بالهدوء لعلي أجده هناك، وبالفعل وجدته جالسًا عند الشاطئ ممسكًا بساعته بيده، ألقيت عليه التحية، لم يعرني انتباهًا، بدا شاحبًا شاردًا الذهن يراقب أمواج البحر وصوت عقارب الساعة تطرق في رأسه كقطرات المطر الساقطة على صخرة محدثة الثقوب بها.

ولم يكن ذلك الجالس سعيد صاحبي، كان محبطًا جداً ياولدي، لقد أصابه الوباء الذي يصيب الكثير من الناس، وذلك الوباء لم يكن بسبب فيروس أو بكتيريا، ما أصابه بعد سماعه عن أخبار احتمالية نقله عن مقر عمله أو الاستغناء عنه جعله يصاب بالقلق وسوف أخبرك ياولدي عن هذا المرض كي تحرص وتستفيد مما حصل لصاحبي وتتجنب الوقوع فيه.

القلق في العصر الحالي يعد ظاهرة يتعرض لها كثير من أفراد المجتمع على مستويات متفاوتة،
و ذلك للظروف المحيطة وعدم الإشباع البيلوجي والنفسي.
وجد الفيلسوف kerkegard من الأوائل الذين وضعوا مفهومًا للقلق،

إذ يرتبط مفهوم القلق بمفهوم الخطيئة الأولى إلى أن جاء فرويد بمفهوم عصاب القلق 1895م.
وفي كتابه( مقدمة في التحليل النفسي) وضح فرويد الفرق بين القلق الموضوعي والقلق المرضي.
الأول هو قلق طبيعي إنذار لمواجهة خطر خارجي حقيقي فهو ناتج عن غريزة حفظ الذات.
أما المرضي فهو يعود إلى أصل جنسي يتحول الليبيدو إلى قلق عندما لاتشبع النزوة.

يجعل فرويد ثلاث تصنيفات تشخيصية للقلق :
قلق الانتظار أو مايعرف بالقلق الحر أي يرجع إلى العصاب هذا النوع من القلق يؤدي إلى مشاعر التشاؤم حيث يرتبط بانتظار وتقرب الأحداث هنا لايكون الخوف من غير مسبب خوف يبحث عن موضوع.
الشكل الثاني من القلق هو قلق الخوف (حيوانات -أماكن مغلقة – أماكن عالية – مرتفعات).
لاتشكل هذه الأمور خطراً حقيقياً وهذا مايحدد الفرق بين القلق الموضوعي والقلق المرضي.
أما الشكل الثالث يسميه فرويد القلق الخفي يظهر هذا النوع من القلق بشكل تلقائي وحر
ولم يتحدث فرويد بشكل كافٍ عن هذا الشكل.
أما بيني Binet جمع بين المفاهيم العيادية والتجريدية
فاستخدم بيني مصطلح ((الخوف)) والذي يعرفه على أنه شعور غير عقلاني اتجاه خطر خيالي أو موضوعي، ولكن غير محتمل الوقوع وصنفها :

– الخوف من أشياء وأماكن.
– الخوف الناتج عن ذكريات مرتبطة بأحداث ما.
– التغيرات العضوية التي يحدثها القلق.
– تسارع دقات القلب.
– جفاف الفم.
– الدوخة.
– العرق الشديد.
-الغصة.
-انحباس الصوت.
– الغثيان نتيجة انقباض المعدة.
– التنمل في اليدين والقدمين.
– صعوبة التنفس.
من الناحية الوجدانية (الشعور) الانفعال – الخوف – التوجس.

الأعراض التي تحدث بسبب القلق:
عضوية – شعورية – فكرية
ففي حالات القلق تحدث تغيرات عضوية غير سارة،

بعضها داخلي يرتبط بتوترات المعدة وضغط الدم وزيادة الإفرازات الهرمونية

وبعضها خارجي يرتبط ( يرتبط بالتوترات العضلية والوجه وزيادة اللوازم الحركية والرعشة)

وتكون هذه التغييرات العضوية أما نتيجة أو سبباً في استثارة مشاعر وجدانية وفكرية

محورها الانشغال الشديد والاستثارة السريعة والخوف وانتشار الأحلام المزعجة والإرهاق السريع

وتوقع المصائب وتعمم الخبرات السيئة على مواقف لاتتسم بالضرورة بالسوء.

وذلك حسب ماذكرها د. عبد الستار إبراهيم في كتاب القلق قيود من الوهم..

في علم النفس الحديث يمكن حصر القلق في سبعة مفاهيم:
كيف نتعامل مع القلق:
حسب القواعد التي ذكرها د. روبرت في كتابه علاج القلق
1. تعرف على القلق المستمر والقلق العقيم.
2. تقبل الواقع والتزم بالتغيير.
3. تحد تفكيرك المشوب بالقلق.
4. حول الفشل إلى فرصة نجاح.
5. ركز على التهديد الأعمق.
6. قم بتوظيف مشاعرك بدلاً من أن تقلق بشأنها.
7. أحكم سيطرتك على الوقت