هل تتحدثون بعد اليوم عن العراق الحر والسيادة العراقية والإستقلال العراقي؟ هذه المفردات التي حاولتم خداعنا بها بعد إنسحاب قوات الإحتلال الأمريكي من العراق إنكشف زيفها وكذبها بعد زيارة وزير خارجية تركيا إلى كركوك بدون علم وإذن من الحكومة المركزية، بل كانت قد إنكشفت قبل اليوم في مناسبات عديدة، ولكن اليوم بدت حقيقة هذه المفردات عارية حتى من ورقة التوت. لماذا تبقون تكذبون على العراقيين وتخدعونهم وهم المفتحين باللبن وهم الذين يقرأون الممحي وهم الذين ما يعبر عليهم قرش قلب؟ لماذا لا تصارحوهم أنكم مجرد حكام وكلاء تحكمون بالنيابة عن الأمريكان في العراق؟ أنتم حكام العراق اليوم، شيعة وسنة وكرد مجرد حكام بالنيابة عن الأمريكان الذين يقبضون على مصير العراق اليوم وغدا وإلى ما شاؤا بأيديكم، أنتم القرقوزات التي يحركها الأمريكان كيف أرادوا. أم حسبتم ان يترك الأمريكان العراق لكم تحكمونه بارادتكم السياسية وتديرون شؤونه الإقتصادية كما تريدون وانتم الذين إستلمتم الحكم ولا تفهمون في السياسة ولا تعرفون في الإدارة ولا تفقهون في الإقتصاد؟ أم حسبتم ان تقبضوا آلاف وملايين الدولارات، وزراء ونواب ورئيس جمهورية ورئيس وزراء كرواتب، لا توجد حكومة بالعالم يقبض حكامها من وزراء ونواب ورئيس جمهورية ورئيس وزراء هذه الرواتب الخرافية، دون ان تكونوا وكلاء وحراس أمناء على الكنز الذي عثر عليه الأمريكان في العراق؟ ان الأمريكان ضربوا ضربة في العراق لم ولن يضربوا مثلها بعد اليوم ولا بعد غد ولا بعد عشرات السنين إن لم يكن مئات السنين في أي بلد من بلدان العالم. إن المشتركين في الحكومة العراقية اليوم الذين يمثلون الكتل الأحزاب العراقية من دينية وعلمانية هم، نعيد ونكرر، مجرد وكلاء يحكمون بالنيابة عن الحكومة الأمريكية التي احتلت العراق في نيسان 2003 ورتبت أمورها فيها قبل ان تسلمه إلى أيدي علمت بأنها أيدي أمينة وكفوءة ومخلصة و(جوعيه) فاجرت لهم الرواتب الخيالية التي يسيل لها ليس لعابهم فقط بل …. أيضا، ليس من الخزينة الأمريكية بالطبع ولكن من النفط العراقي، هذه النعمة الملعونة التي ضاع العراق بسببها. فلا تحدثوني بعد اليوم عن كتلة معارضة للوجود الأمريكي في العراق وفي نفس الوقت لديها وزراء مشتركين في الحكومة التي تحكم بالوكالة عن الأمريكان، ولا تحدثوني بعد اليوم عن مقاومة سياسية من قبل هذه الكتلة الدينية الشيعية أو السنية، سابقة اولاحقة وهي مشتركة بشكل أو بآخر بالعملية السياسية التي يرعاها الأمريكان في العراق. ولكن مهلا ….
…. هل تخدعوننا مرة أخرى وتقولون أن الزيارة تمت بدون علم وإذن الحكومة المركزية بينما أنتم قد علمتم و(أذنتم) بهذه الزيارة بناء على أوامر وتوجيهات وتعليمات من الوصي السياسي على العراق؟ هذا الشك يبقى قائما ويمكن تثبيته وتصديقه لأنه يتناسب مع كونكم حكام وكلاء تحكمون بالنيابة عن الأمريكان وليس لكم ان تقبلوا إلا ما يأمر به ولا ان ترفضوا إلا ما يرفضه هو ما دام يدفع لكم ما تقبضون من آلاف وملايين الدولارات وطز بالعراق وطزين بالعراقيين.
أيتها الحكومة، يا رئيس الوزراء الذي يقود هذه الحكومة، لا تجازف وترتكب حماقة وطنية فتتخذ قرارا سياديا حرا ضد حكومة تركيا بسبب قيام وزير خارجيتها بزيارة كركوك دون علمكم وإذنكم (إذا صح هذا أو لم يصح) فتتعرض انت وحكومتك الشيعية السنية الكردية إلى نتائج لا تحمد عقباها من السيد الأمريكي ومنها ان يسلم وكالة حكم العراق إلى غيركم ولا تضروه شيئا! ولكني واثق أنكم لن تفعلوا فتخاطروا بالإمتيازات الكبيرة التي يوفرها لكم حكم العراق بالوكالة والنيابة من دون سيادة ولا إستقلال ولا عراق حر ولا …. غيره وطنية.