ان ما يهز انتباه المراقب هو ان الدور الذي تلعبه تركيا في سوريا منذ ربع قرن ، وفي ليبيا منذ ربع عام ، هو دور اكبر من حجمها بكثير وهو دور لا يقف خلفه اقتصاد مجزي او وحدة موقف سياسي واضح ، فلقد تجاوزت الخطوط الممنوحة دوليا في تدخلها العسكري السافر الذي تنادي فيه علنا على الحكومة السورية بسحب قواتها من منطقة سراقب او مناطق حماه او ادلب ، بعبارة ادق تطالب تركيا سوريا بسحب قواتها من اراضي سورية ، وتنسى انها مطالبة بسحب قواتها من اراض تعود لدولة اجنبية ، اي خرق لقواعد القانون الدولي.؟
أننا لسنا ابدا مع سياسة النظام السوري ، ولكننا مع الشرعية الدولية القائمة على احترام سيادة الدول على اراضيها ، باعتبارها ثوابت لامبرر لخرقها لاي سبب كان،
ان تدخل تركيا الفاضح في الشأن السوري عن طريق تشجيع وامداد العصابات الإرهابية بالسلاح وتزويد الارهابيين بخطط محاربة الجيش السوري ، حتى ولو كان هذا التأييد للجيش السوري الحر ، غير ان ما يتم الان من دعم لجبهة النصرة انما يعد بمثابة الدعم للارهاب المرفوض دوليا خاصة ان جبهة النصرة بنت علاقات جديدة مع بقايا داعش ويعملان الان بدعم تركي الى تخليص مقاتليهم من زحف الجيش السوري ونقلهم إلى ليبيا لإيقاف زحف الجيش الليبي نحو طرابلس، ما ذا يحدث لتركيا .؟ لماذا هذه الهرولة وراء مقاصد التيارات الاسلامية المتطرفة . ان ما تقوم به تركيا في سوريا ، او ما تحاول القيام به في ليبيا هو عمل ارهابي لا يصح لدولة عضو في الامم المتحدة ان تسلكه ، واننا نتوقع ان تركيا دخلت مستنقع سوريا
ومن بعده صحراء ليبيا سيكونان ساحات سيتم فيهما تصفية الدور العثماني الدولي الى الابد ، لان صراعها في سوريا لم يكن صراع مباشر للدول مثلما هو في ليبيا حيث مصر وفرنسا او ربما روسيا من جديد ، وعندها سيندم الاتراك لتركهم الباب مفتوحة لرئيس مقامر ، يقف من ورائه تنظيم الاخوان المسلمين المغامر ….