23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

ماذا تعني مقاطعة الشعب الايراني للإنتخابات الرئاسية؟

ماذا تعني مقاطعة الشعب الايراني للإنتخابات الرئاسية؟

لم يواجه القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مشکلة عويصة وغير عادية مع الانتخابات التي أجروها سابقا مثلما يواجهون ذلك مع إنتخابات الرئاسة المزمع إجرائها في 18 من حزيران/يونيو القادم، إذ صارت القناعة تتزايد لدى النظام بأنه ليس من المرجح أن تتکرر عملية مقاطعة الانتخابات التشريعية التي جرت في العام الماضي بل وحتى من الممکن أن تکون أسوأ منه بکثير.
على هامش الاستعدادات الجارية لهذه الانتخابات فإنه قادة النظام ووسائل الاعلام التابعة له منهمکون بتناول وبحث موضوع المقاطعة الشعبية للإنتخابات ويرون فيها بمثابة جرس إنذار للنظام بل وإن مسٶول حکومي يدعى محمد نعيمي بور، عندما يتحدث عن المقاطعة الشعبية للإنتخابات ويٶکد بأنه أمر ملموس عندما يقول في حديث في صحيفة”آرمان ملي” قائلا: ” نسمع تمتمات كثيرة حول مقاطعة أبناء الوطن للانتخابات”، ويحذر من إن هبوط نسبة المشارکة تٶکد عدم شرعية النظام عندما يضيف: “قد تكون البلاد في وضع يصوت فيه أقل من 20 في المائة من الناخبين المؤهلين، وعندئذ سيكون عدم المشاركة في مثل هذه الانتخابات مؤثرًا وسيؤدي إلى عدم الشرعية”، وإن الحديث عن عدم شرعية الانتخابات التي يقوم بها هذا النظام أمر وقضية ورمز يرتبط بمقاومة الشعب الايراني للنظام ورفضه منذ 40 عاما، خصوصا وإن الانتفاضات العارمة التي إندلعت ضد النظام وهتف فيها الشعب الايراني بشعا”الموت لأصل ولاية الفقيه”، قد أکدت بأن الشعب صار ينظر لهذا النظام نظرة عدو له وليس معبر عنه، أي إن الشعب الايراني ومن خلال مقاومته الباسلة ونشاطاته وتحرکاته الاحتجاجية المستمرة قد أکپر على عدم شرعية هذا النظام.
الشعب الايراني ليس يرفض المشارکة في هذه الانتخابات التي يقوم بهندستها النظام، بل وحتى إنه يناضل من أجل إسقاطه، ذلك إن الشعب وعندما يعلن من خلال 4 إنتفاضات کبرى بأن النظام غير شرعي، فإن ذلك بمثابة إستفتاء وتصويت شعبي واضح جدا على ضرورة إسقاطه وتغييره ولاسيما وإن هذا النظام قد جلب الکثير من المصائب والبلاء والمآسي على الشعب الايراني وإن إستمراره يعني إضافة المزيد من المصائب والمآسي، وذلك مالايريده الشعب الايراني مطلقا ويرغب بأن يضع حدا نهائيا لهذا الامر من خلال الاصرار على إسقاط النظام وإنهاء قصة ظلم وعدوان وشر مستطير يجري منذ 42 عاما. ومن يدري فقد تصبح المقاطعة الشعبية لهذه الانتخابات وماقد سيسفر عنها من آثار وتداعيات الشرارة التي ستقلب الطاولة على رأ‌س النظام.