18 ديسمبر، 2024 4:59 م

ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف

ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف

زيارة بايدن الى كييف لها معاني ودلالات كبيرة منها داخلية تخص الشأن الداخلي الامريكي ومنها ما يتعلق بالسياسة الدولية حيث حقق الرئيس الامريكي بايدن نجاح كبير على صعيد السياسة الدولية في احتواء اوربا وضمها في نسق واحد والابحار سوى الى دعم اوكرانيا وتزويدها بالمال والسلاح اي حقق موقف موحد في مواجه روسيا ضمن المخطط الامريكي الرامي لاضعافها واستنزافها في حرب يبدو غير محسوبة العواقب جيداً من قبل روسيا .. مما يعني ان الكرة في ملعب بوتين اي في حال عدم التمكن من تغيير موازين المواجهة مع اوكرانيا او حسم المعركة لصالح روسيا قبل الانتخابات الامريكية القادمة فأن امريكا وادارة الرئيس بايدن سوف ترسخ قواعد النظام الدولي القائم على احادية القطب الواحد، لهذا الصين لم تجازف في تقديم الدعم الكامل لبوتين لعدم ثقتها بقدرات روسيا في المواجهة مع امريكا، لذلك الصين منذ بداية الازمة اتخذت موقف متوازن وتلك هي سياسة الصين المتزنة لان في حساباتها سوف يكون لها دور في ارضاء امريكا وروسيا في آن واحد بمعنى ارضاء روسيا بايجاد مبررات سياسية دولية لاخراج بوتين من الورطة التي هو فيها بمعنى ايجاد مخرج له بما يحفظ ما الوجه، اما ارضاء امريكا يمكن قبولها كوسيط دولي لحل الازمة بالحد الذي يجعل امريكا الرابح في هذة المنازلة لان بوتين لم يتمكن من تحقيق ما كان يهدف اليه سوى القبول بحفظ ماء الوجه او التهور باستخدام النووي الذي لا يمكن لاحد معرفة عواقب ذلك امام السلم العالمي، وما التهديد باستخدام السلاح النووي ليس الا اعلان عن الفشل في تحقيق اهداف الحرب .. اما ما يتعلق بالشأن الداخلي فأن بايدن في ضوء ما تحقق على الساحة الاوكرانية وتوحد الموقف الامريكي الاوربي الصلب يجعله يكسب نقاط كبيرة تؤدي الى اقترابه من كرسي الرئاسة في انتخابات 24 اي اذا لم يتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق تغيير في معادلة الحرب قبل الانتخابات الرئاسية في نهاية العام القادم فأن بايدن يكون قد نجح في جر روسيا الى دائرة الاستنزاف وبذلك يكون قد اقترب من كرسي الرئاسة ولا نقول قد ضمتها لان العقبة الثانية والمهمة التي تواجه ادراة الرئيس بايدن هي قضية ايران التي اصبحت معضلة بالنسبة الى امريكا لان موضوع الاتفاق النووي لو تم احيائه سيكون نقمة على امريكا وليس نعمة كما كانت تتمنى لان ما توصلت له ايران من تخصيب اليورانيوم يؤهلها في غضون فترة قصيرة صناعة القنبلة النووية وان اي اتفاق لن يجعل ايران تفرط بما وصلت اليك ولن يثني اصرارها على امتلاك السلاح النووي يعني أي اتفاق سيكون ضحك على الذقون وبذلك سوف يقلل من رصيد بايدن والحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة لان ما تم اكتشافه مؤخراً في طهران من جزيئات من اليورانيوم المنضب بنسبة 84 وهذا ما اشارت اليه مصادر اوربية بانه سوف يؤدي الى ازمة كبيرة في مواجهة انشطة ايران النووية وقد يكون حافز لالغاء اتفاق 2015 وان عدم التصدي لهذا الخرق الكبير سوف يسبب خسارة او تراجع كبير لادارة الرئيس بايدن يوازي النجاح الذي حققته في اوكرانيا وبذلك تكون المعادلة صفر اي ما تحقق من نجاح في اوكرانيا ينهدم على عتبة ايران لان ايران خرجت من الدائرة المرسوم لها منذ عقود ودخلت في دائرة الموت بعد مشاركتها في الحرب مع روسيا ولا نقول مساعدتها لروسيا لان امريكا والغرب بعد التأكد من ارسال المسيرات الايرانية الى روسيا تم اعتبار ايران مشاركة فعلية في الحرب وهذا هو الخطأ الفادح الذي وقع فيه النظام الايراني، لذلك نجد رد الفعل في الموقف الامريكي ان امريكا بدت تعيد دائرة الضوء على ابن الشاه رضا بهلوي اي بمعنى نحن ازحنا الشاه ونحن قادرين على اعادة حكمة، والمؤشر الاخر تصريح سفير امريكا في اسرائيل الذي اشار الى ان اسرائيل يمكنها ان تفعل ماتريد اتجاه ايران وسوف ندعمها في ذلك، وتلك اول مرة يحصل توافق بين ادارة بايدن واسرائيل تجاه ايران وربما قد يحث بايدن اسرائيل على هجوم عسكري على برنامج ايران النووي .. مما يعني ان ادارة بايدن بدت تعد حبل المشنقة للنظام الايراني واولها خنقها فيما يعرف بازمة الدولار وسد الابواب بوجه أي طوق نجاة يقدم الى ايران وخصوصاً من الجانب العراقي الذي يقوم وزير خارجية ايران في زيارة خاطفة ليطمئن على ما ستقوم به حكومة بغداد بعد عودة الوفد العراقي من واشنطن لان ما تقوم بة ادارة بايدن من تضييق الخناق على ايران وجر اوربا التي كانت متساهلة مع العناد الايراني والتي باتت اليوم في موقف موحد مع امريكا وباتت تفرض عقوبات على ايران، وهذا ما يجعل بايدن يدخل البيت الابيض في الدورة الثانية من اوسع ابوابة بعدما رمى الكرة في الملعب الايراني الروسي اي عند تحجيم ايران او ضرب المنشأة النووية واشاعة الفوضى داخل البيت الايراني، وكذلك عند عدم امكانية روسيا في تغيير موازين المواجهة مع اوكرانيا او حسم المعركة لصالح روسيا فأن ادارة الرئيس بايدن والحزب الديمقراطي ليس فقط التربع في المكتب البيضاوي في البيت الابيض وانما سوف يتم ترسخ قواعد النظام الدولي القائم على احادية القطب الواحد.