23 ديسمبر، 2024 1:44 ص

ماذا بعد مبادرة الصدر والحكيم  ؟

ماذا بعد مبادرة الصدر والحكيم  ؟

مبادرة السيد عمار الحكيم الجديدة والتي أسماها خارطة الطريق لتشكيل حكومة التكنوقراط لم تعد مجدية وبات من المبكر الحديث عن اصلاحات حقيقية ، فدعوات الاصلاح التي يقودها السيد مقتدى الصدر لم تفلح عن نتائج حقيقية فلا الصدر ولا الحكيم ولا الكيانات السياسية الأخرى جادين في التغير الحقيقي فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .. 
 ان المشكلة الحقيقية في العراق يتحملها جميع الكتل والكيانات السياسية وان حاول البعض استثناء شخصيات سياسية بعينها ؟ ولكن الواضح ان الكل يشترك في تحمل المسؤولية طالما قبل التصدي وعقد العهود والوعود الانتخابية على نفسه وكيانه … فمن غير المنطقي ان تتقدم هذه الكيانات بحلول سياسية بعد ان أقرت بنفسها فشل وزرائها وفساد البعض منهم في حكومة الشراكة الوثنية !! فليس أمام هذه الكيانات الا تقديم الاستقالة الجماعية والاعتراف بأخطائها ومحاسبة وزرائها الفاسدين وعندها يمكن لهذا الشعب المبتلى قول كلمة الفصل .. ؟
ان التناحر السياسي وحب الذات شمل الجميع والكل يغني على ليلاه ، فلا أحد يمكنه تنزيه نفسه وان حاول فعل ذلك بمسميات دينية ووطنية ؟
مع احترامنا لجميع الآراء والمبادرات الخيرة ، فهنالك آراء أخرى لا تتفق مع ما يطرح الان ويعتقد ان مثل هذه المبادرات غير جادة ومتأخرة جدا وغير نافعة وهي تصب الزيت على النار وتزيد من حالة التشرذم في البيت الواحد ؟! فالمشكلة القائمة في العراق هي صراع نفوذ وزعامات بين جميع الأطراف .. صراع داخل البيت الشيعي وآخر في البيت السني والكردي ، فلا وجود لأي حالة توافق داخلي بين تلك المكونات .. البرزاني منتهية ولايته ولا يحق له تمثيل الشعب الكردي ، وتحالف القوى السنية داعشي في الليل ووطني في النهار ! والتحالف الشيعي حبيس الزعامات التاريخية ؟
 ان قرائتي للمشهد السياسي العراقي قاتمة ولا تحمل أي بشائر انفراج حقيقي خاصة بعد استياء شخصيات قيادية صدرية من مبادرة الحكيم الأخيرة والتي اعتبروها تجاوزا على مبادرة الصدر الذي بايعه نفر من المعتصمين في تمثيله للعراق كما قال سماحته ؟
هل سيسكت الصدر على رفض الكتل السياسية للقائمة التي تقدم بها الدكتور حيدر العبادي ؟ وماذا نتوقع من الزعيم الأوحد بعد ان توعد بالشلع قلع واعتصم في خيمته بالمنطقة الخضراء وعاد الى النجف منتشيا بالنصر وبموكب رهيب تجاوز 85 سيارة ومصفحة وحالما بقيادة عراق المستقبل بعد مبايعة عشرات الآلاف له ؟
أربعة سيناريوهات مطروحة أمام حكومة العبادي :

أولآ: العودة لمحاصرة المنطقة الخضراء لممارسة المزيد من الضغط السياسي وهذا بدوره سيشكل تصدع أمني داخلي :
ثانيا : تسليح بعض المعتصمين والسماح لهم بالدخول في المنطقة الخضراء لاعتقال شخصيات سياسية معينة وسحلهم والتمثيل بجثامينهم وهذا ما فعلوه بالسيد مجيد الخوئي .
 
ثالثا : فض الشراكة الوثنية وانسحاب الكرد وبداية الاعلان الرسمي لتقسيم العراق بعد رفض السنة والكرد لأملاءات الصدر
رابعا : تصدي القوات الأمنية للمهاجمين بصولة فرسان جديدة ؟ ربما تؤدي الى اعتقال الصدر أو اختفائه في المرحلة الحالية وهذا الامر لا يتم الا بعد شعور الامريكان بخطر يهددهم خاصة ان السفارة الامريكية لاتريد تكرار تجربة الرهائن في طهران وعندها ستصدر الأوامر بتصفية التيار واعتقال زعمائه !! أي من هذه السيناريوهات أقرب الى الواقع والتطبيق ؟ لا نتمنى أي واحد منها وكفانا المزيد من الدماء والضحايا من أجل حفنة من المنتفعين ..