بدلا من حل المشكلة حل جذري , ونتيجة لقصر النظر السياسي للطبقة الحاكمة راحت تفكر بخلق مليشيات جديدة بمسميات جديدة , كالمستجير من الرمضاء بالنارِ. تحت مسمى الحرس الوطني , يراد تشكيل قوى مسلحة لطرد داعش و لحماية المحافظات الغربية وتكون رديف للجيش العراقي مثلما تم تشكيل سرايا الدفاع الشعبي التي جاءت نتيجة لفتوى الجهاد الكفائي . قبل الحرس الوطني كانت الصحوات , الصحوات مازالت تعمل على الارض ولم تستطيع منع غزو الدواعش , لماذا اذاً نعود لنفس الاسلوب في معالجة الوضع الامني بمزيد من المليشيات, اصبح العراق يستجدي المساعدات العسكرية من الدول الاخرى من اجل طرد داعش وملحقاتها الارهابية
ضعف العراق عسكريا جاء نتيجة للسياسات الخاطئة التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال الامريكي الغاشم لارض العراق , لانه بدون جيش عقائدي ذو مهنية عالية ولايملك السلاح اللازم .
الحرس الوطني المزمع تأسيسه خطأ كبير سيقود البلد الى الهاوية وهذه المرة لن تقوم له قائمة ,اذعلى الطبقة السياسية ان تسأل نفسها ماذا بعد تحرير العراق من الدواعش هل ستبقى هذه القوى المسلحة وتكون عبء أخر على كاهل الامن , في الحقيقة ان الحرس الوطني هو خطوة نحو أنشاء اقليم سني وماعلى الاقليم سوى البحث عن الموارد الطبيعية لدعمه ماديا وهنا الطامة الكبرى وسندخل في نفق مظلم اخر
هذا الاصرار على عسكرة المجتمع سيؤدي الى كارثة كبيرة , , شبابنا لم يجدوا فرصة عمل غير الجيش والشرطة , اصبح تعداد الجيش والشرطة والقوى الامنية اكثر من مليون منتسب , فما حاجتنا الى المليشيات والحرس الوطني ؟؟ ان مشكلة الجيش العراقي هي عدم امتلاكه للسلاح القوي القادر على ردع المعتدي واذا ماتم تسليحه تسليحا مناسبا فهو قادر على المهام الصعبة , البعض يريد ان يبقى العراق ضعيفا خدمة لمصالحها
الحل الوحيد لمعالجة الوضع الامني المتردي والمتفاقم هو بناء جيش محترف ذو عقيدة وطنيه بعيدا عن المحاصصة, مع سياسة وطنية حكيمة لاتفرق مابين ابناء الوطن الواحد , كما ان جعل الخدمة العسكرية خدمة الزامية احد ابرز الحلول , حيث يكون فيها الشيعي السني صفا واحداً كلاهما يدافعان عن ارض الوطن ’ لذلك نحن طالبنا بوحدة عرب العراق , بدون هذه الوحدة لايمكن ان يتحقق الاستقرار الامني في العراق , وهذه الوحدة لاتتم الا بمساندة الدول العربية , مساندة العراق في تحقيق وحدة عرب العراق بكل طوائفهم بمثابة طوق النجاة لعراق يغرق بدماء ابنائه.