كانت كتابات منتدى ثقافي يتتطلع إليه كتّاب العراق ليتنفسوا الصعداء من سخافات الاحزاب الحاكمة و لكن للأسف تحولت كتابات إلى منتدى حكومي يستقطب اقلام الحكومة و ابواقها التي تسعى لتلميع صورتها البشعة. فلم يبقَ مديح و تملق و أطراء إلا و تم ذكره في كتابات بما في ذلك ساعة يد العبادي الثمينة و الغالية و التي يجب تقديسها و اعطاءها حقها من المديح و الاطراء و كيف لا أليست هي الساعة التي نظر إليها العبادي قبل أن يوقع عقود عراقنا عفواَ سراقنا كما نعرفها. و هنا أقترح كتابة مقال و نشره في كتابات عن حذاء العبادي حذاء “العمل الجاد” المتمثل بالسفر المتواصل للخارج و الذهاب المتواصل لبنوك لندن لأيداع أموال الرشاوي التي استلمها من عقود عراقنا. و بعد حذاء العبادي يجب كتابة مقال عن بنطال العبادي الذي يلبسه كل يوم ويذهب للاجتماع مع المدير التنفيذي لشركة أوراسكوم نجيب ساويرس ليقبض منه رشوة بيع فضاء العراق بأبخس الاثمان و تحميل العراقيين ثمن خدمة بائسة لا تساوي فلسا واحدا. علماً أن بنطال العبادي مقدس لأن العبادي يلبسه كلما ذهب ليقبض رشوة عن العقود التي يوقعها فد وصلنا إلى الجيل الرابع من عقود سراقنا. أما سترة العبادي المبجلة المُعظمة فيجب علينا كلنا التمسح بها و التبرك بها عسى و لعل أن يحّن علينا العبادي و يدفع رواتبنا و تقاعدنا من الاموال الحرام التي جمعها و التي تقدر بأكثر من 200 مليون دولار!
أما قيمص العبادي فهذا قدس الأقداس لأنه قريب من قلب العبادي الذي ينبض حباً بالمال الحرام و لعل خيردليل عليها هو مقولة العبادي نفسه عندما عاتبه مجلس الحكم في عام 2003 عن استلامه رشاوي عن عقود عراقنا فأجاب العبادي و قلبه ينبض حبا للمال الحرام و المكسب السهل قائلا” مو إلي للحزب” نعم فالعبادي يقبض رشاوي من عام 2003 و لحد الآن إي لأكثر من ثلاثة عشر عاما و العبادي يقبض الرشاوي عن بيع العراق. و الدليل على ذلك ليست التقارير الفدرالية التي صدرت عن المفتش العام الامريكي و التي تثبت أن العبادي قبض خمسة ملايين دولار لارساء العقد على شركة أوراسكوم فهذا ليس دليل دامغ كما أن الدليل ليس فاتورة الهاتف النقال في العراق التي تمثل سبعة و سبعين ضعفا لما يدفعه الاردنيون و ليست بنود العقد التي تأجر فضاء العراق بمبلغ خمسة ملايين دولار تدفع مرة واحدة في حين فضاء لبنان – تقريبا مساحة محافظة عراقية – تم تأجيره بمبلغ مليار و سبعمائة خمسون مليون دولار تدفع كل سنة مع نسبة 10% زيادة. كلهذه ليست أدلة لكن الدليل هو استهتار العبادي برواتب و تقاعد العراقيين. فالعبادي آمّن نفسه و عائلته من المال الحرام لما يكفيهم و يزيد و بالتالي فهو لا يشعر بقيمة الراتب و التقاعد للمواطن العراقي. خاصة و أنه حصل على هذه الاموال دون عمل أو تعب أو مجهود و يكفي العبادي فخراً أن يلبس بنطاله المقدس و ساعته اليديوية الثمينة و المبجلة و ثم يلبس قدس الاقداس قميصه و يليقى عليها بثقل سترته الغالية ثم يلبس خذاءه الايطالي بجلده الاصيل و يتوجه بكل خشوع ليقبض الرشوة تلوة الاخرى نحن العراقيين لا نجد ما يسد رمقنا بعد أن حرمنا العبادي من رواتبنا و تقاعدنا. و ختاما اتمنى أن لا يتأتي اليوم الذي تنشر فيه كتابات مقالا عن “فانيلة” العبادي التي تمتص عرق الجد في قبض الرشاوي.