في سابقة خطيرة ، اقدمت إيران على حرق سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد، في لحظة هستيريا طائفية ، كرد فعل طائفي احمق على قيام السعودية بإعدام رجل الدين السعودي الطائفي نمر باقر النمر، الذي يشتم ليل نهار بصحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، ويحرض مواطنيه على قلب نظام الحكم الملكي في السعودية ، مع تهديدات اخرى لميلشياتها وأحزابها في العراق للقيام بأعمال انتقامية طائفية منها تفجير جوامع وإحراق السفارة السعودية في بغداد وإطلاق صواريخ عبر النخيب على الاراضي السعودية وغيرها من الوعيد والتهديد الفارغ ، يأتي هذا عبر تاريخ طويل من التوترات الطائفية بين السعودية وإيران ، منها التدخلات الايرانية في اليمن وتزويد الحوثيين بالسلاح والصواريخ والاعتدة ودعمها للتمرد على السلطة وتهديد الحوثيين للسعودية وضربها بالصواريخ والمدفعية ، كما حصل مع حزب الله العراقي الذي اطلق خمسة صواريخ داخل الاراضي السعودية في العام الماضي ، وأحداث مكة المكرمة وتدخلات ايران في البحرين ومحاولة اسقاط نظامها الملكي والمطالبة بعائديه البحرين كمحافظة ايرانية وغيرها ، تاريخ العلاقات حافل بالتوتر والتهديدات الايرانية والتدخلات العسكرية ،والتصريحات الوقحة من كبار ملالي طهران ضد النظام السعودي، ناهيك عن مئات الفضائيات التابعة لإيران، والتي تبث فحيحها الطائفي الكريهة ضد السعودية ، اذن لم تأت التوترات الاخيرة مفاجأة للعالم ،وإنما سبقتها اجراءات وتهديدات وتصريحات وتدخلات ايرانية تهدد الامن القومي العربي، وفي مقدمته امن وسيادة ومستقبل المملكة السعودية ، اذن ايران بتدخلاتها وتصديرها للإرهاب الطائفي ،الى دول الجوار الإقليمي وليس بعيدا ما يجري في العراق وسوريا واليمن ، وما تفعله ايران وميليشياتها الاجرامية ، الذي انتج لنا تنظيمات اسلامية متطرفة في هذه الدول ، والتي احالتها الى خراب ودمار وتهجير ملايين وقتل ملايين ، وتدمير مدن بأكملها على رؤوس اهلها ، حتى جلبت ايران معها روسيا لإكمال تدمير هذه الدول وتقود تحالفا رباعيا لهذا الغرض وهو ادخال المنطقة كلها في اتون الحرب الطائفية والقومية ، وهكذا تشارك امريكا وتحالفها الغربي بهذه الحرب القذرة التي اصبح الشعب العربي وقودها وضحيتها والأرض العربية ساحتها ، اليوم اصبح اللعب مكشوفا لإيران بعد ان انكشف وانفضاح مشروعها الكوني التوسعي في التشيع الصفوي وتصدير الثورة، مستخدمة الناس السذج ومغررة بميليشيات اعدتها لتنفيذ مشروعها في العراق وسوريا واليمن حتى بلغت (58) ميليشيات تأتمر بولي الفقيه، تدريبا وتسليحا وتمويلا، وهي الان من ينفذ مشروعها الجهنمي ، وعندما اصطدم مشروعها وانفضاح وفشل في العراق وسوريا واليمن ، وبعد ان ضحت بمشروعها النووي العسكري باتفاقية مهينة مع امريكا ومجلس الامن ، ووقعت الاتفاقية مرغمة لرفع الحصار الدولي عنها ، اصبحت ايران الان مكشوفة للعالم ، فالتحالف الرباعي انتهى ، والمشاكل الداخلية على اوجها مع منظمة مجاهدي خلق وجبهة الاحواز والاذريبيجان والكرد وغيرهم ، وإفلاس اقتصادي مريع من جراء الحصار ، يقابله تدهور بأسعار النفط ، كل هذا جعل من ايران تهديدات بلا تنفيذ ، وأصبحت نمر من ورق ، ليس لديها الان سوى التهديدات والميليشيات التي تقاتل بها وتغرر بها وتورطها في العراق وسوريا وتخلت عنها كما تخلت عن الحوثيين وحزب الله في لبنان ، ومشروعها
التوسعي في اقامة الهلال الشيعي الصفوي فشل في العراق وسوريا واليمن ، لهذا تريد ان تعوض كل هذا الفشل ، وتختلق حربا طائفية مع السعودية ومع العرب عموما ، لأنها الان كالثور الهائج ينطح كل من يقف امامه ، وهكذا جاءت فرصة اعدام رجل ايران في السعودية نمر النمر ، لتفجر الاوضاع كلها في المنطقة ، فتقوم ايران بإحراق السفارة والقنصلية السعودية وتهدد بزوال السعودية من الوجود ، وتطلق كلابها في لبنان والعراق لتكمل التهديدات فتقوم برد فعل طائفي بتفجير جوامع عراقية وتقتل أئمتها كما حصل في محافظة بابل وبغداد ، ثم تحشد ميليشياتها وتوجه صواريخها نحو السعودية ،من قضاء النخيب المقابلة لمنطقة عرعر السعودية ، ولم تتوقع ان يكون رد الفعل العربي والإسلامي صاعقا ومزلزلا جدا ،وأولى الاجراءات الصادمة كانت قيام السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران وتبعتها البحرين والسودان والإمارات والكويت وباكستان وجيبوتي وفي الطريق الكثير من الدول العربية والإسلامية ، التي ضاقت ذرعا بتصرفات وتدخلات ايران ، ورعايتها ودعمها للإرهاب الدولي وتحديدا الميليشيات الطائفية والمنظمات الاسلامية المتطرفة ، ولكن ماذا بعد قطع العلاقات وحرق السفارة السعودية ، سؤال يحتاج الى اجابة سريعة ، اين تسير المنطقة ازاء هذا التوتر والذي ينتظر الانفجار ، وهل ينذر بحرب طائفية وشيكة تصر عليها ايران مع السعودية ، للخروج من مأزقها في العراق وسوريا واليمن ، بعد ان فشلت في اشعالها في العراق ، بالرغم من دخول روسيا/بوتين(التي ادانت ايران وانتقدتها )، وكذلك تركيا اردوغان على خط الازمة بينهما ، لنزع فتيل الحرب ،وإيقاف الحملة الاعلامية والتهديدات الايرانية وميليشياتها في العراق وميليشيا حزب الله اللبناني ، ضد السعودية ، وتصريحات امريكية (توفيقية ) ادانت من بعيد ما قامت به ايران من الاعتداء على السفارة السعودية ، حتى حسم مجلس الامن واستنكر وشجب قيام طهران بخرق المعاهدات الدولة ،باعتدائها على الهيئات والمقرات الدبلوماسية والسفارات ، وهكذا بعد ان شعرت بعزلتها ووقوف العالم كله ضدها ، سارعت الى (تقديم الاعتذار من السعودية وعدم تكرار الاعتداء) الى مجلس الامن ، ولكن هل ينتهي تدخل ايران في الشئون العربية ، وهل ينتهي حقد ايران على العرب وتوقف تصدير ثورتها لهم ، نحن نعلم ان ايران الان في اضعف حالاتها ،ومواقفها مهلهلة وأساليبها مفضوحة الهدف منها المكابرة فقط ، فلا هي قادرة عسكريا على مواجهة السعودية بآلتها الحربية والعسكرية وطائراتها الحديثة ن وهي تعاني من حصار عسكري وتخلف تكنولوجي وسوء اقتصاد شبه منهار ومشاكل داخلية لا حصر لها ، فهي كما يقول المثل العراقي(بطرك التهديدات) ، لا يمكن ان تستطيع مواجهة ومطاولة السعودية عسكريا ، هذا اولا ، وثانيا انها لا تلقى اي دعم اقليمي او دولي كما تلقاه السعودية وهذا عنصر جدا مهم ، لذلك هي لا تجرؤ ابدا على المبادأة بالحرب رغم انها تحضر لها وتعمل عليها ليل نهار ، ولكنها تريدها حربا بالوكالة ، اي ان يقوم حزب الله والميليشيات العراقية والحوثيين بهذه الحرب ، وما عليها إلا الادارة والإعلام وتأجيج الطائفية بفتاوى ،كالتي اصدرتها مرجعية النجف وورطت ابناء العراق بها ، واقصد بها( فتوى الجهاد الكفائي)، ولعبت لعبتها الميليشيات تحت غطاء الحشد الشعبين وذهب الاف العراقيين من ابناء اهلنا في الجنوب ضحية هذه الفتوى ، وظهور تنظيم الدولة داعش كند للحشد وللفتوى ، حيث لم يسبق له الظهور بهذه القوة التي يمتاز بها الان وسيطرته على مدن باكملها ،حتى اعلن (دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام )، وهو نتيجة حتمية ورد فعل طبيعي لظهور الحشد الشعبي وفتوى الجهاد الكفائي مع تصعيد طائفي وتاجيج منقطع النظير لتصريحات طائفية لنوري المالكي في ايامه
الاخيرة برئاسة الوزراء وتصريحاته التي اشعلت الشارع العراقي طائفية ، وتم فتل آلاف بعدها في الحويجة والانبار والموصل والفلوجة وديالى لمتظاهرين سلميين ،ان ايران بحرقها السفارة السعودية وردة الفعل الصادمة ضدها قد انهى دورها الاقليمي الى الابد ، وما تقديم اعتذارها لمجلس الامن وللسعودية الى اعلان فشل ، وإعلان هزيمة لمشروع لم ولن يتحقق ، ولكن هل تتوقف الامور وتسكت السعودية على اهانة سفارتها ، والاعتداء على سيادتها وتدخل ايران في شؤونها الداخلية ، اعتقد ان السعودية لن تسكت رغم تخفيف حدة ألتصريحات ولكن السعودية بإنشائها وقيادتها التحالف الاسلامي العسكري ، وإنشاؤها مجلس تعاون استراتيجي عسكري مع تركيا ، سيغير حتما موازين القوى في المنطقة ولا تكون ايران بعيدة عن هذا التغيير ، وأهداف التحالف الاسلامي في قطع دابرالارهاب الذي تمثله داعش والميليشيات هو الهدف القادم ، بدعم ومباركة امريكية لضرب عصفورين بحجر واحد ، لا حرب الان مع ايران ولكن نعم لقصقصة اذرع ايران وإرهابها في المنطقة ،وهذا ما ستعمل عليه السعودية وحلفاؤها في المرحلة اللاحقة ونحن بالانتظار …..