التحالفات لم تفعل فعلها ومازالت الأزمة في عنق الزجاجة ، لقدقادتنا الأحداث المعدة مسبقا لطريق مسدود ، فلا تحالف ينجح ولا داعش تنتهي وكأن مخرج هذه الأحداث لم يستلم السيناريو الكامل لنهاية الفلم المرعب لزومبي العصر داعش .
تراكمت التحالفات فوق بعض وتشابكت خيوط المؤامرة على الشعوب المسحوقة ، ولم تنفع كل الشعارات القديمة التي أهلكت الحرث والنسل ، فلم تنفع الشعارات القومية ولا للطائفية بخلق مرحلة جديدة تستمر لعقود وخلالها تهدء المنطقة .
ان مايحدث منذ اكثر من عقد هو محاولة البقاء على الرأسمالية العالمية التي امريكا فيه تمثل رأس الحربة ، منذ اكثر من عقد والإقتصاد الرأسمالي يحتضر ومحاولة انعاشه بحروب مدمرة ولكن قصيرة الامد ، وأفضل ساحة لهذه الحروب كانت منطقة الشرق الأوسط الغني بالنفط والثروات الطبيعية والمليئة بالتناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فما ان تنتهي ازمة الا وتندلع في مكان مجاور ، الدول العربية كنز نادر ومتنوع ، غباء سياسي اضطهاد مجتمعي وفساد مستشري .
الدول العربية تكالبت على نفسها ، العرب انقلبوا على أنفسهم وعندما استهلكوا عسكريا وماديا تحاول امريكا جرهم لنزاع خطير تارة مع العثمانية وتارة أخرى مع الفرس وهنا المأزق الأمريكي اي كاتب السيناريو العتيد ، لان العرب لايستطيعون خوض حرب عادلة مع تركيا او ايران لأنهم أضعف من الضعف نفسه ، ولكي تستمر الحروب على امريكا ان تشارك فيهابشكل مباشر وهذا ضد سياستها فأنها تريد خوض حروبها بالوكالة .
لذلك نرى نشوء أزمة قوية ومن ثم تهدأ والجميع يضع يديه على قلبه ويقول ماذا سيحدث ، لن يحدث شيء ، أمريكا لاتستطيع ان تتدخل بشكل مباشر ، روسيا تلعب بهدوء ، ايران اذكى من الجميع ، اما العرب فهم مسلوبي الإرادة فلا يملكون جيشا ولا مالا . سيبقى الأمر على ماهو عليه بين جزر ومد داعش الصهيونية .