الانهيار الكبير للمؤسسة العسكرية بمختلف اصنافها يوم امس في محافظة نينوى، عكس الوجه الحقيقي للامن في البلاد، وما آلت اليه التوجهات التفردية بالقرارات والمناصب التي حصرها بشخصه وحاشيته رئيس الحزب الحاكم.
فمحافظة تعتبر ثاني محافظة من ناحية التعداد السكاني، وتملك مساحة جغرافية كبيرة، تتواجد فيها اكثر من فرقة عسكرية، وقيادة عمليات، اضافة الى وجود اعلى القيادات العسكرية بالدولة تشرف بشكل مباشر على ما يجري على الارض هناك، تذوب بين ليلة وضحاها امام مجاميع معدودة وجيوب منتشرة هنا وهناك في مناطق عدة من الموصل.
لقد قلنا مرارا وتكرارا للرئيس المالكي، ان الدولة لا يمكن ان تدار بشكل منفرد وبمعزل عن الاخرين.
وقلنا له، يجب ان تكون الوزارات الامنية بيد اناس مهنيين امناء على الوطن، لا ان تكون رهينة الدمج والصداميين.
وقلنا له ابعد البعثيين من ادارة امن البلاد، فحب سيدهم المقبور صدام يسري في دمائهم.
وقلنا له، لا يذهب بك الغرور بعيدا، تعال وشارك اهلك واخوتك القرار وكن معهم يدا واحدة في مواجهة التحديات.
وقلنا له، عليك ان تعيد ترتيب المؤسسة العسكرية بكافة تشكيلاتها، لانها مؤسسة منخورة، قد تفشّى فيها الفساد، واغلب عناصرها تطوعوا من اجل الراتب فقط.
وقلنا له، لا تعادي اخوتك وابناء بلدك ولملم شملهم واجلس معهم، واسمع منهم، وشاورهم في الامر، فانت كالأب للجميع وعليك ان تكون منصفا مع الجميع.
وقلنا له، ان تخبطك وتفردك تسبب بهدم العلاقات مع دول الجوار، وهذا سيضر بمصلحة البلد.
وقلنا له، الاعتماد على الخارج لن يجدي نفعا، فابناء البلد هم اولى ببلدهم واحرص عليه من غيرهم ممن هم خارج الحدود.
وقلنا وكم قلنا سواء كان ذلك في مناسبة ام عدمها العديد من النصائح والافكار، الا انها في كل مرة تلاقي منه الصد والرد.
وها هي النتيجة، انهيار امني لم يسبق له البلد، يصاحبه فقدان سيطرة على محافظات وزحف باتجاه اخريات.
ولا ندري ما ستخبيء لنا الايام القادمة من احداث ومفاجئات.
اللهم احفظ العراق واهله، وجنبه الفتنة يارب العالمين.
جليل النوري
يوم الاربعاء الموافق للثاني عشر من شهر شعبان للعام ١٤٣٥