التظاهر تجمع بشري حاشد لمطلب ما ، وعلى الأغلب ضد الحكومات الظالمة التي تعطي مساحة ما من الحرية. ولاحظنا ان التظاهر في العراق لم يخرج سجين واحد ولم يوفر الخدمات او عين احد العاطلين فهي لا تجدي نفعا إلا اذا تدخلت ايدي خفيه فيها كما حصل في تظاهرات الربيع العربي التي أسقطت بعض الأنظمة الجائرة وجاءت انظمة اسوء منها . وعلى الاغلب التظاهر يجر الويل للبلد وان كان يرهب الظلمة . فمظاهرات ساحة التحرير مثلا حجمت وادت الى قتل بعض الناشطين والصحفيين. وتظاهرات الانبار جرت الخراب على الفلوجة وأهلها واخترقت من قبل المتشددين وتظاهرات التيار الصدري المليونية السنوية لم تخرج معتقلا ولم تبلط شارعا ولم تقيل حكومة ، وتنتهي ليومها ، فلابد من سلوك اخر ، فمثلا جماعة الفضيلة لم يخرجوا بتظاهرة واحدة من زمن ( دقناووس ) لكن صاحبهم صار ينافس المرجع الاعلى حوزويا وعين كل أتباعه ولا يوجد سجين واحد لحزب الفضيلة مع ضعف الكتلة وقلة الوزراء هذا نموذج بديل عن التظاهر . ويمكن القول اصبحت التظاهرات ورقة محترقة .
ان التظاهر يجدي نفعا في دولة متمدنة واضحة المعالم لا في العراق المحترق الذي اختلطت فيه الاوراق واخترقته المخابرات العالمية اجمع . ثم المفروض اغلب التظاهر للخدمات وقد تكون الجهة المتظاهرة أحيانا وزرائها هم مسؤولون عن ملف الخدمات ، ثم ماذا بعد التظاهر ؟ فالمفروض لنجاح التظاهر مايلي :
اولا : ان يكون البيان الختامي حامل لروح التظاهرة ويبين الخطوط العريضة للمطالب واذا لم تنفذ فلا بد من كلام اخر .
ثانيا : لابد من ان تعبأ الجماهير للمرحلة المقبلة .
ثالثا : ما الذي حصل عليه الجمهور المتظاهر فاذا لا توجد مكاسب او لم تحقق الاهداف فلماذا يتظاهر مرة اخرى اذا ما علمنا ان بعض المتظاهرين قد يدفعوا حياتهم ثمنا لهذه التظاهرة .
رابعا : هل هنالك حركة تصاعدية كالعصيان المدني اذا لم تنفذ المطالب مثلا ؟
خامسا: لا بد من ديمومة المظاهرات إعلاميا وبالندوات والمؤتمرات وبيان اهمية التظاهر وعدم غلق الملف بعد التظاهرة مباشرة .
سادسا : لا بد من تأصيل ثقافة التظاهر والخروج على الظلمة مستقبلا بعد ان نحدد المطلب والهدف ومن يدير التظاهرة والناطق باسمها وتوزيع الادوار والمسؤوليات للحفاظ على التظاهرة وضمان سلامة المتظاهرين ، وعدم تركهم للرياح .
سابعا : المفروض التحرك لحشد اكبر عدد ممكن من الناس للذي يريد ان تكون مظاهراته مجديه وعدم الاقتصار على جمهوره الخاص.
ثامنا : التكفل بمصاريف التظاهرة وتحمل نفقات السفر والعلاج اذا ما حدث حادث وهلم جرا ..
تاسعا : تشكيل لجنة من ذوي الاختصاص بعد التظاهر للتقييم وبيان الخروقات وبيان نسبه النجاح او الفشل لهذه التظاهرة ولا بأس بجعل استبيان بذلك .
كل هذا يراعى اذا ما سلمنا ان التظاهر في العراق الى الان لم يكن ورقة خاسرة ونقول لا بد من التفكير بالبديل عن التظاهر مستقبلا وحمى الله العراق واهله..
[email protected]