18 ديسمبر، 2024 9:00 م

ماذا بعد أختطاف الألمانية هيلا موريس

ماذا بعد أختطاف الألمانية هيلا موريس

أن عمليات خطف الابرياء أو الاغتيال في شوارع بغداد ومدن العراق الاخرى ليست غريبة ، فالمشهد في الشارع العراقي زاخر بهذه العمليات الارهابية ، وهي لاتقتصر على الرجال دون الإناث أو على العراقي دون غيره ، وكل هذه العمليات للاسف تسجل ضد مجهول .
مساء الاثنين ٢٠ تموز / يوليو جرت عملية أختطاف الالمانية هيلا موريس التي تعمل مسؤولة القسم الثقافي في معهد غوته الالماني ومديرة منظمة ( بيت تركيب ) الثقافية الفنية ، من منطقة الكرادة وسط بغداد أثناء قيادتها لدراجتها الهوائية في كورنيش أبو نؤاس بعد خروجها من المنظمة المذكورة آنفا” .
من خلال المعلومات التي توفرت عن الحادثة ومكانها والطريقة التي جرت بها عملية الخطف تؤكد بالأدلة وبما لايقبل الشك أن دوافع الجريمة سياسية وليست جنائية ، وأن العملية مدروسة وخطة تنفيذها معده مسبقا” ، وأن عناصر المليشيات الطائفية المرتبطة بأيران هم من نفذوا العملية ، ويظهر ذلك جليا” من خلال الفيديو الذي سجلته كاميرات المراقبة ، حيث تم خطف المجنى عليها من قبل عناصر يستقلون سيارتين من النوع الذي تستخدمه المليشيات الطائفية ، كما أن العملية تمت على مقربة من مركز الشرطة في شارع أبي نؤاس ، ولم يتدخل أي شخص في ذلك .
أن أجهزة الامن الايرانية والمليشيات المرتبطة بها في دول المنطقة والعالم تستخدم أسلوب الخطف والاغتيال لتصفية خصومها أو لتحقيق مصالحها ، حيث تقوم هذه الأجهزة بخطف أو أعتقال الايرانيين مزدوجي أثناء زيارتهم لذويهم في أيران أو الأجانب المقيمين على أراضيها ، بذرائع تتعلق بالامن ، ثم تبدأ بمساومة الدول التي يحملون جنسيتها ، وقد فعلت هذا مع امريكا في شهر مايو / حزيران الماضي عندما أطلقت أيران سراح الجندي السابق في البحرية الامريكية ( مايكل وايت ) مقابل أطلاق سراح طبيب أيراني كان محتجزا” لدى واشنطن بتهمة أنتهاك العقوبات الاقتصادية على أيران ، وأرسال جهاز منظم لمراقبة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، وبعد ذلك بدأت أيران بمغازلة أمريكا لإطلاق سراح ثلاثة أمريكان محتجزين لديها مقابل الإفراج عن عدد من الايرانيين المحتجزين في أمريكا بتهمة الالتفاف على العقوبات الاقتصادية المفروضة على أيران . كذلك كانت هنالك صفقة تبادل للمحتجزين في الأعوام ٢٠١٥ ، ٢٠١٦ ،٢٠١٨.
والامر تكرر مع فرنسا حيث أفرجت فرنسا عن المهندس جلال روح الله نجاد مقابل أطلاق سراح الباحث ( رولان غابريل مارشال ) الذي اتهمته طهران بأنه يشكل تهديد للامن القومي الأيراني .
و في بداية العام الحالي تبادلت طهران وبرلين سجينين لكلا الطرفين فقد تم أطلاق سراح الايراني أحمد خليلي المتهم بخرق العقوبات المفروضة على أيران مقابل أطلاق سراح مواطن ألماني كان محكوما” بالسجن لمدة ثلاث سنوات .
كذلك تقوم المليشيات الطائفية المرتبطة بأيران باتباع نفس الاساليب للحصول عن مكاسب مادية أو لابرام صفقة تبادل محتجزين مع دول أو منظمات ، ففي العام ٢٠١٧ تم تبادل أسرى من حزب الله مقابل أطلاق سراح ثلاثة سوريين من جبهة النصرة ، وفي العام ٢٠١٦ قامت ميليشيا عصائب أهل الحق في العراق باختطاف وفد الصيادين القطريين الذي كان بضمنهم أحد الأمراء القطريين لأشهر عده ، وبعد مفاوضات طويلة أجرتها الكويت مع الخاطفين تم أطلاق سراحهم مقابل الحصول على أكثر من مئة مليون دولار . وقبلها تم خطف أربعة خبراء ماليين بريطانيين من أحدى الدوائر الحكومية في بغداد وتم تصفية ثلاثة منهم ومبادلة الشخص الرابع ب ( ليث الخزعلي ) شقيق قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق ، الذي كان محتجزا” لدى القوات الامريكية .
من المرجح أن نوايا الجهة الخاطفة للألمانية ( هيلا موريس ) هو المساومة على أطلاق سراح العناصر التابعة للميلشيات الطائفية الذين أعتقلتهم قوات الامن الالمانية قبل أكثر من عام ونصف أو الضغط على المانيا للتدخل لدى بلجيكا لإطلاق سراح الدبلوماسي الايراني المتهم بالاعداد لتفجير مؤتمر المعارضة الايرانية والذي تجري محاكمته حاليا” في بروكسل .