23 ديسمبر، 2024 4:09 ص

على هامش مؤتمر “نحو تحسين التدريس والتعليم وفي العراق المنعقد في جامعة لندن”
عقدت رابطة الاكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة مؤتمرا تحت عنوان (نحو تحسين التدريس والتعليم في العراق) وذلك على قاعة الخليلي في كلية الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن، حيث شاركت نخبة متخصصة من العراق وبريطانيا في محاضرات صبت جلها ضمن عنوان المؤتمر، ولا يفوتني ذكر المناقشات التي اغنت المؤتمر كذلك.

رابطة الاكاديميين العراقيين تشكر على مجهودها الرائع، وكذلك كل الاستاذة الذين شاركوا في المؤتمر، الا ان السؤال القائم منذ بداية المؤتمر حتى نهايته هو (ماذا بعد) انفضاض الجلسات وانتهاء المؤتمر…؟

كان المؤتمر بصورة عامة يسير في اتجاه تأشير الاخطاء التي حدثت للدراسة والتعليم في العراق منذ سقوط النظام عام 2003 الى الان، وقد استعان اغلب المحاضرين بارقام احصائية ومقارنات بدول اخرى، وتناثرت بين الفينة والاخرى بعض الحلول الممكنة التي تحتاج الى آليات وغير الممكنة التي تحتاج الى قرار سياسي.

واستميح جميع المعنيين بالامر العذر واصارحكم ان المؤتمر كان اشبه (باصلاحات تجري على بيت آيل للسقوط بسبب انهيار قواعده)، وان جميع التصليحات التي اجريت على البناء هي محاولة لترميم بناء سوف ينهار على الرؤوس ان عاجلا او آجلا.

وحتى لا تكون هذه المقالة المقتضبة اضافة مأساوية على المحاضرات التي القيت في المؤتمر، وفيما يخص التعليم العالي في العراق، فاني اقترح ان يصار الى تشكيل لجنة لجودة التعليم في رئاسة الوزراء بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يتمثل دورها في الخطوات التالية:

اولا: وضع معايير علمية (عالمية) كسقف اعلى لكل المواد الدراسية والمختبرية في الجامعات العراقية، وتصدر قرارات رئاسية ملزمة لجميع الجامعات الاهلية والحكومية على الالتزام بهذه المعايير.

ثانيا: تمنح الجامعات الاهلية والحكومية خمس سنوات لتحقيق متطلبات الجودة، والا تسحب من الجامعة التي لا تحقق المعايير اجازة منح الشهادات.

ثالثا: تولد من اللجنة مجموعة لجان متخصصة في الجامعات بحسب التخصصات، على ان يكون اعضاؤها من حملة درجة الاستاذية في العراق وبالاشتراك مع الاكاديميين العراقيين في العالم.

رابعا: تجري هذه اللجان استقراء احصائيا للتدريس الجامعي، وذلك لمعرفة مستوى الاساتذة والمواد التي يدرسونها بالاستعانة الى ما توصلت اليه العلوم في الجامعات العالمية المتطورة.

خامسا: تتحدد مستويات الجودة بدرجات ممتازة وجيدة ومتوسطة، وتعلن رسميا امام كل جامعة حسب نتائج معايير الجودة في اي الجامعة.

سادسا: خلال السنوات الخمس الممنوحة للجامعات للوصول الى مستوى المعايير، تقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعقد دورات تطويرية للاساتذة الذين لا يستطيعون تحقيق الحد الادنى من معايير الجودة.

سابعا: اللجنة تكون دائمة ومتواصلة مع لجان الجودة في جامعات العالم، وذلك لأضافة كل جديد في كل عام للدراسات في العراق.