سألنى بعض الاصدقاء لم انت متوقف عن الكتابة منذ فترة ليست بالقصيرة؟ فاطرقت قليلا ثم استطردت قائلا متهكما وعن ماذا اكتب؟ فسكتوا جميعا كان الطير حطت على رؤوسهم؟ أأكتب عن وطن مذبوح من الوريد الى الوريد , حيث ملايين المنكوبين والمشردين والنازحين, الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء؟ ام أكتب عن الاف الشباب الذين يتدافعون على حدود البلاد الغربيه متحملين طرق الموت املا بحياة افضل؟
أأكتب عن قوافل الفاسدين واللصوص الذين لم يكتفوا بنهب ثرواتنا بل سرقوا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا دون ادنى وازع من ضمير او خوف من حاكم؟
أأكتب عن سياسي الصدفة الذين اشتروا باموالهم الحرام مقاعد فى البرلمان والحكومة ليجاهروا علنا انهم تقاسموا الكعكة , وصاروا بين ليلة وضحاها اصحاب مليارات وامسوا يقودون البلد الى الهاوية؟؟ لاهم لهم سوى ملئ كروشهم وجيوبهم بكل مالذ وطاب من اموال الشعب المنكوب بامثالهم؟ وان انت تجرأت على كشفهم وجدت نفسك محاطا بالاف البنادق والخناجر الغادرة؟
أاكتب عن بلد يرزح نصفه تحت ظلال الارهاب المنظم والقتل والتخريب تحت يافطة الجهاد والاسلام؟ أأكتب عن الاف المظلومين والاف السبايا فى مشهد مقززيذكرنا بماسى عقود ماقبل التاريخ والحضارة ونحن فى القرن الواحد والعشرين؟
أأكتب عن مستوى التعليم المتدهور لمستويات قياسية لم تعرفها بلادنا حتى فى اظلم العهود السابقة ؟ أم اكتب عن اخطر الامراض التى باتت تفتك وتنتشرفى مختلف انحاء البلاد بعد ان انقرضت تلك الامراض منذ عشرات السنين واختفت تماما ثم عادت لتظهر من جديد فى بلادنا فى مؤشر على تخلف واقعنا الصحى؟
أأكتب عن اخلاق ضاعت وقيم تلاشت وسادت مكانها قوانين الغابة وانتشرت الفوضى وعمت الرشوة والمحسوبيه وصارت المثل العليا غريبه وشاذة؟ ام أكتب عن القهر والجوع والظلم والموت البطئ فى بلد يرفع شعار الرحمة والعدل والحق عناوينا عريضة لكن دون تطبيق بل للضحك على الناس واستخفافا بعقولهم؟ وبدل ان تجد الخنجر مغروزا فى قلب الظلمة والطواغيت تجده فى بلادنا مغروزا فى قلوب الابرياء والضعفاء؟
بدل ان يكون البلد فى المقدمة صار يحتل المرتبة الاولى عالميا فى الفساد والرشوة ودون فخر بتنا البلد الاول فى العالم خطرا على الحياة واسوا بلد للعيش الامن وهكذا صارت بلادنا من حيث ندرى ولاندرى فى مؤخرة الركب العالمى فى مشهد خطير مخطط له بدقة لتحطيم بلد طالما كان فى مقدمة الحضارة والمدنية؟
لكن املنا فى الله ان لاتضيع بلادنا مع ما تبقى من همة الغيارى الشرفاء الذين يدركون حجم المعضلة واقول لهم : ان الله باق في قرانا ما اكلناه ولامن جوعنا يوما اكلناه؟؟؟