17 نوفمبر، 2024 7:43 م
Search
Close this search box.

ماذا أبقيتم لصدام ؟!

ماذا أبقيتم لصدام ؟!

كتبت في مقال سابق تحت عنوان “البصرة على مائدة اللئام ” عن حملات الإعتقالات والتصفية الجسدية والإختطافات والإختفاءات لناشطين في حركة الاحتجاجات الجماهيرية في البصرة .
وقلت ” إعتقالات واسعة طالت ناشطين في حركة الاحتجاجات الخيرة ، من دون صدور أوامر قضائية ، و هذه الحملة دفعت مئات الشباب الذين سبق أن شاركوا في التظاهرات إلى مغادرة منازلهم، خشية التعرض للاعتقال”.
هذا جزء من المشهد في البصرة ، وسبقه مشاهد في بغداد منذ 2011 حين أستخدم العنف المفرط برعاية حكومية وشهود من أهلها كانوا يراقبون عمليات القمع من أسطح البنايات في ساحة التحرير وهم يبتسمون لإنتصاراتهم على الشعب الأعزل ..
وإنتقل المشهد إلى كل المحافظات التي شهدت حركة إحتجاجات شعبية واسعة ، وشملت هذه ” الحملة الإيمانية ” حتى نشطاء ومدونين على صفحات التواصل !
الأبشع هو مشهد الإغتيالات والاختطافات المقيّدة ضد ” مجهولين ” عند السلطات الحكومية ومعلومين عند الجماهير ، فسمات القتلة مميزّة في ذاكرة الجمهور !
ليست الأخيرة في القائمة الناشطة سعاد العلي (46 عاماً) التي أغتيلت في البصرة بدم بارد وملوث بالحقد والجهل الأعمى ..رصاص معلوم المصدر أسكت صوتاً من أصوات الحق ، في أسوأ إنحدار وفي الدرك الأسفل من القيم “الأخلاقية” الأشد نذالة في العراق “الديمقراطي الجديد ” !..
صوتها الذي كان آخر ماقالته ” “إننا أحرار وصامدون لمواجهة الظلم، وسنستمر في المشاركة مهما كانت المخاطر والمعوقات”..
سبقها إغتيال محامي الدفاع عن المتظاهرين في البصرة جبار عبد الكريم، في تموز الماضي، لم تكف وتشفي غليل حقدهم رصاصة واحدة بل أمطروا جسده بأكثر من خمس عشرة رصاصة غادرة وأمام مركز شرطة الهادي وسط المحافظة، ومع ذلك قيّدت الجريمة ضد ” مجهول ” لـ “تضيع” معالم الجريمة عند السلطة المتفرجة على خنق صوت الشعب بالرصاص الغادر ، ودفع الثمن في بغداد هادي المهدي حين وجد مسربلاً بدمه في شقته المتواضعة بمنطقة الكرادة في بغداد ، وإختفى جلال الشحماني وزميله واعي المنصوري وهو أحد أبرز الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان في ساحة التحدي ، ساحة التحرير في بغداد .
إما ملاحقة المحتجين في الأزقة والمطاعم واعتقالهم وتعذيبهم فقد أصبحت تقليداً من باب تسلية رجال رجال الأمن !!
ألا نستطيع أن نعتبر شرطة البصرة متواطئة في إغتيال الناشطة سعاد العلي ، وهي (الشرطة ) تقول في بيان لها “في الساعة 15:30 أطلق المتهم الهارب عماد طالب مبارك النار، وقتل طليقته الدكتورة سعاد حبيب لجلاج العلي الناشطة في منظمة حقوق الإنسان المولودة عام 1972 !!
هل سمعتم ببيان حكومي يذكر فيه عمل المجني عليه في منظمات مجتمع مدني مع ذكر سنة التولد ؟!
رواية الشرطة محاولة مقصودة للتغطية على الأسباب الحقيقية للجريمة أولاً وتشويه سمعة المجني عليها بالايحاء عن سائق وقضية طلاق ..الخ !!
لكن الجديد فيما يحدث في البصرة، بحسب الناشط المدني محمد الربيعي ، أن الأجهزة الأمنية أصحبت تتحدث عن “سلامة الناشطين المختطفين لدى الجهة الخاطفة”..
وأكرر ” أخبار الإعتقالات الليلية والفجرية والتعذيب والتعهدات سيئة الصيت المستنسخة من نظام صدام ، حين كانت أجهزته الآمنية القمعية تجبر ” المشتبه بهم ” بتوقيع تعهدات بعدم ممارسة أي عمل سياسي خارج أطر تنظيمات حزب البعث ، أصبحت متداولة ومعروفة ليس لأهالي البصرة وحسب وإنما تناقلتها وكالات أنباء عالمية ، وسط صمت حكومي مشبوه ومن قوى التيارات والأحزاب المدنية الأكثر شبهة !! “.
اعتقالات واغتيالات والجان مازال ” مجهولاً ” !!
ليس أمامنا إلا أن نسأل القتلة من أذرع الأحزاب الأسلاموية ، فلا غيرها من يحمل السلاح علناً:
ماذا أبقيتم لصدام حسين في ذاكرة العراقيين ؟
البقية التي تحبون إستنساخها ليست متاحة لديكم الآن، لكنكم لو تمكنتم لكنتم أسوأ من صدام بكثير ، كما حال الطبقة السياسية الحالية التي قدمت للعراقيين المنجز الكبير وهو ” تبييض وجه صدام ” في مواجهة الخراب الذي تغرق فيه البلاد !!

أحدث المقالات