ماديبـا هو الاسم الشعبي لنيلسـن مانديلا الزعيم الافريقي الذي سـيوارى التراب يوم غـد في قريته كونـو عن عمـر يناهـز 95 عـامـا اصبح خلالهـا رمـزا للحرية والديمقراطية والعدالة بعد ان نجح في تخليص شعبه من نظام تمييز عنصري بشع سمي بالأبرتايد سيطر على جنوب افريقيا لمئات السنين وانتقل مـانديلا من سـجن جزيرة روبن بعد ان اطلق سـراحه عام 1990 بعد 27 عامـا من السجن ، انتقل الى ان يصبح اول رئيس لجمهورية جنوب افريقيا ينتخب ديمقراطيا عام 1994 ولكن لم يمض سوى ثلاثة سنوات كرئيس للجمهورية ليتخلى عن الرئاسة بعد اول دورة انتخابية بالرغم من سـماح الدستور له للبقاء رئيسـا مدى الحياة.
لقـد تخلىمـاديبـا عن الرئاسة الا ان قيادته ودفاعـه عـن قضايا الشعوب لم يتوقف وخاصة في مجالات محاربة الفقرومرض الايد وازدادت شعبيته محليا وعالميا وكان لايتوانى عن اعلان مواقفه الانسانية النبيلة تجاه قضايا شعوب العالم ومن ضمنها القضايا العربية فقـد وقف دوما الى جانب الشعب الكوبي وانعكس ذلك في حضور الرئيس الكوبي راوؤل كاسترو مراسم التابين الاسبوع الماضي ، كمـا وساند النضال العادلللشعب الفلسطيني وادان الممارسـات العنصرية لإسرائيل الحليفة الدائمة للنظام العنصري ابارتايد ، كما وقف ضد الغزو الامريكي لبلادنا وادان الاحتلال وكانت له تصريحات حكيمة حول مـا سمي بالربيع العربي حيث حذر الشعوب العربية قائلا بان الخلاص من الحكومات الدكتاتورية اسهل بكثير من بناء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
انني لازلت اتذكر حملات التضامن مع نضال شعب جنوب افريقيا في بريطانيا ودول العالم الاخرى ونجاحها في فرض المقاطعة الاقتصادية والشعبية على الحكامالعنصريين البيض لذلك البلد ومن تلك التي كنا كطلبة عرب وعراقيين نشارك فيها كما يشارك مناهضي العنصرية معنا في حملات التضامن مع شعبنا العراقي الذي كان يعاني من اضطهاد وقم حكم صدام الفاشي الارهابي الدموي، ومن المفارقات ان نجد اليوم كثيرا من القوى اليمينية والمحافظة الداعمة لنظام الابرتايد ان نجدها اليوم تمجد بالعظيم نيلسن مانديدلا بعد وفاته.
ان من الصعب ان يظهر في وقت قريب رجلا انسانيا كبيرا مثل ماديبـا واحدى خصاله التي حصلت على هذا الاجماع على حبه واحترامه والنفوذ المعنوي الكبير لمواقفه وآرائه قد انبثق من قـدرته على العفو والتسامح مع اعدائه وخصومه ولكن بعد اعترافهم بجرائمهم واعتذارهم وطلب العفو عنه في جلسـات تحقيق علنية ساعدت الى حد كبير على بناء جمهورية جنوب افريقيا الجديدة ، وبالرغم من الشوط الكبير الذي ينبغي على جنوب افريقيا ان تقطعه وخاصة في مجالات محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية الا ان ما تمكن الفقيد نلسن مانديلا ان يحققه افريقيا وعالميا سوف يبقى خالدا مدى الدهر ويمكن ان يشكل درسـا كبيرا تتعلم منه الاجيال المتعاقبة.
ان الكلمات التي انهى بها نيلسن مانديلا تابينه قبل سنوات لرفيقه اوليفر تامبـوالذي قضى سنوات السجن معه في جريرة روبن ورئيس المؤتمر لاعوام، يمكن ان تنطبق ايضا على ماديبا فليكرر الخلود لماديبـا كافة محبي السلام والحرية
لنهتف بالخلود لماديبـا جميع يثمن ويناضل من اجل كرامة الانسان وكل ابناء البشرية
ليهتف بالخلود لماديبا كل يساند الصداقة بين كافة الشعوب
لنتذكر جميعا باننا ما دمنا احياء فسوف يبقى ماديبـا حيا
الخلود لنلسن مانديلا
[email protected]