لو قمنا بجولة على برلمانات العالم المتحضر ، وعما يجري بداخلها ، وكيف تتعامل الاحزاب الدينيه وما تلعبه من دور ، لوجدنا أن الكثير منها ليس لها اي موقف ايجابي لا من قريب و لا من بعيد ، في نصرة المواطن والوقوف معه على اعتبارها مؤسسة دينية تدعو الى اقامة الحق وتعزيز دوره .واما دورهم اليوم هو فقط تخدير اذهان الناس وتغيير مسارهم عن المطالبه بحقهم والابتعاد عن اي مفهوم يدعو الى اي انتفاضة شعبية ، واعتقد ان هذا الامر معروف منذ سقوط النظام والى اليوم ماذا لعب رجال الدين من دور يخدم مصالح الناس .لم يكن لهم وقفه فعليه في سبيل تطبيق كل المميزات والخدمات التي يجب أن يتمتع بها المواطن ، انا لست ضد رجال الدين ولست مع فصل الدين عن الدولة ، انا مع أن تكون كلمة رجل الدين منصفه ومحقه ولا تخاف في الله لومة لائم ، والا فليتخذ من دور العباده مكان له لتقديم المشورات والنصائح الدينية فحسب .
أذا اردت أن تقدم نصائحك الدينية فتلك هي بيوت الله ، فلا داعي على الإطلاق أن تزج بها في البرلمان وان لا تكونو لسان حال الفاسدين بلباس الواعضين ، لأن الإسلام أسمى وأجل من أن نزج به في مثل هذه القضايا والمسائل . وبدل أن تدعو الى اغداق جيوبكم بالاموال ، يجب ان تكونو امناء على المجتمع الذي اوكلها اليكم ، عليكم ايضا ان تدعو الى تعديل وتنشيط وضع المواطن بكل جوانبها .والواجب عليهم ان يكونو هم اول من يعارض او يقف ضد اي قرار يصدر من قبة البرلمان فيه تقصير او تهاون بحق الشعب .كما أن لهم سلطة وكلمه ومساحة بصنع القرار وسن القوانين والتحكم ببعض السياسات ، ولكن سياستها ركزت فقط على إرضاء مصالحها من دون الالتفات إلى مصالح الجميع .
وتوضح النزعة الدينية السائدة ، على المشهد السياسي بشكل عام ، وساهمت ايضا في تراجع دور الكثير في صناعة القرار لاسيما المرأة بذريعة ” صوت المرأة عوره ” .
و هكذا حال الأحزاب الدينية لا يعنيها الدين ، بقدر ما تعنيها المكاسب المادية والمعنوية حتى لو أتتهم من غير تعب ، وسوف تحارب من أجل الحفاظ على وجودها ، وتحاول البحث عن دور في حدود قدراته ، بالدخول إلى الناس من بوابة دينية شرعية . وحتى الاحزاب العلمانية جعلت لكل فئه منها رجل دين يمثلها او يكون ناطق باسمها حتى يستهوي ويستدرج عقول وقلوب الناس اليهم .ويرجح مراقبون تصاعد المعركة في المستقبل القريب بين تيار ديني يسعى إلى فرض سطوته بالفتاوى والشرعية ، وآخر ديني سياسي يسعى لإنهاء التيار الأول وفرض كلمته ، وقد تنتهي المعركة بقضاء الاثنين على بعضهما .